حظر العديد من التطبيقات الصينية الشهيرة الوصول إلى برنامج الدردشة الآلي « تشات جي بي تي»، الذي أحدث ثورة في عالم التكنولوجيا في الوقت الذي تتسابق فيه شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى لتطوير بديل منافس.

لا يتوفر «تشات جي بي تي»، الذي طوّره مختبر الأبحاث الأميركي «أوبن إيه أي»، رسمياً في الصين، لكن العديد من التطبيقات على منصة التواصل الاجتماعي الصينية «وي تشات» سمحت سابقاً بالوصول إلى روبوت المحادثة دون استخدام برامج فك التشفير مثل «في بي إن» أو رقم هاتف خلوي أجنبي.

لكن هذه الأبواب تبدو الآن مغلقة، ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال تطبيقا «تشات جي بي تي» و«إيه أي جي سي» إن برامجهما قد جرى حظرها بسبب «انتهاك القوانين واللوائح ذات الصلة»، دون ذكر لماهية تلك القوانين.

وأعلنت ثلاثة تطبيقات مماثلة هي الأخرى توقفها عن العمل لأسباب أكثر غموضاً.

معلومات مضللة

السبب المباشر وراء عمليات الحظر هذه غير واضح، لكن هناك مؤشرات أخرى تعكس قلق الصين من تطبيق «تشات جي بي تي».

فقد أصدرت وسائل إعلام حكومية صينية يوم الاثنين مقطع فيديو يزعم أن السلطات الأميركية يمكنها استخدام برنامج الدردشة الآلي لنشر معلومات مضللة للتلاعب بالرأي العام، مستشهدةً بردود البرنامج المتحيزة بشأن إقليم «شينجيانغ» الواقع في أقصى الشمال الغربي من الصين، كدليل على التضليل.

وعند سؤاله عن «شينجيانغ»، يصف «تشات جي بي تي» اعتقال الحكومة للأقليات العرقية في الإقليم الغربي في معسكرات بالانتهاكات ضد حقوق الإنسان، حيث يصنّفها البرنامج على أنها أعمال قسرية، بينما فنّدت بكين هذه الاتهامات، مؤكدةً أن معسكرات الاعتقال المزعومة هي بالأساس مراكز تدريب وتعليم مهني تم تفكيكها.

انخفضت العديد من أسهم شركات التكنولوجيا الصينية يوم الخميس بعد انتشار الأخبار التي تفيد بأن تطبيق «وي تشات» قد أزال «تشات جي بي تي».

وانخفضت أسهم شركة «Beijing Haitian» التي تطوّر وتنتج منتجات بيانات الذكاء الاصطناعي بنسبة 8.4 في المئة.

سباق الذكاء الاصطناعي

ظهر «تشات جي بي تي» في ديسمبر كانون الأول من العام الماضي، وانتشر سريعاً بوصفه قادراً على تقديم إجابات مطولة وشاملة -وإن كانت غير دقيقة في بعض الأحيان- عن الأسئلة.

منذ إطلاقه، استُخدم البرنامج لكتابة مقالات لنشرة إخبارية، وصياغة ملخصات أوراق بحثية خدعت بعض العلماء واجتاز امتحانات القانون والأعمال على مستوى الدراسات العليا في إحدى الجامعات، وإن كانت بدرجات منخفضة.

ورغم قدرته على جذب الاهتمام، فإنه أثار القلق بشأن عواقبه غير المعروفة على المدى الطويل، مثل تأثيره على التعليم وإتاحة فرص الغش للطلاب.

على الرغم من هذه المخاوف، فإن نجاح «تشات جي بي تي» حفّز سباقاً عالمياً للذكاء الاصطناعي؛ إذ تخطّط «مايكروسوفت» لاستثمار 10 مليارات دولار في «أوبن إيه أي» ومقرها سان فرانسيسكو، وكشفت النقاب الأسبوع الماضي عن روبوت الدردشة « بينغ» المدعوم بالذكاء الاصطناعي.

سعت الحكومة الصينية سابقاً إلى تقييد مواقع الويب والتطبيقات الغربية الرئيسية مثل غوغل وفيسبوك وأمازون.

وفي أوائل فبراير شباط الجاري، قالت شركة «علي بابا» الصينية العملاقة إنها تختبر أداة على غرار «تشات جي بي تي»، على الرغم من أنها لم تقدم تفاصيل حول موعد إطلاقها.