شق الآلاف طريقهم من أنحاء مختلفة من العالم للمشاركة في مهرجان الطماطم بإسبانيا لعام 2023، ما أثار تساؤلات حول المغزى من وراء إقامة هذا النوع من الاحتفالات في ظل أزمة الغذاء العالمية.

وانطلقت أكبر معركة تراشق بالطعام في العالم بمدينة بونيول الإسبانية يوم الأربعاء الموافق 30 أغسطس آب، واستمرت لنحو ساعة، صُبغت خلالها شوارع المدينة باللون الأحمر.

كيف بدأت فكرة مهرجان الطماطم الإسباني؟

استوحى المهرجان الذي يُعقد بشكل سنوي يوم الأربعاء الأخير من شهر أغسطس فكرته من معركة تراشق بالطعام بين الأطفال في بونيول عام 1945.

وتحولت هذه المدينة التي تبعد نحو 40 كيلومتراً عن فالنسيا في يوم الأربعاء الأخير من شهر أغسطس عام 2002 إلى العاصمة العالمية للطماطم.

ومنذ ذلك الحين، أُعلن هذا اليوم مهرجاناً رسمياً تحتفل به البلاد وله تأثير عالمي كبير ويدر على المدينة دخلاً كبيراً بفضل قطاع السياحة.

إهدار الطعام في ظل الأزمة الغذائية

تجاوز عدد المشاركين في معركة الطماطم هذا العام أكثر من 20 ألف شخص بتذاكر تبدأ من 13 دولاراً، ما تسبب في إهدار نحو 150 طناً من الطماطم من أجل الاحتفال، وفقاً لوكالة الأنباء الإسبانية.

وأثار هذا الحدث انتقادات واسعة بشأن إهدار المياه والغذاء، في الوقت الذي تعاني فيه بلدان عدة في العالم من أزمة نقص غذاء حقيقية، ويواجه الملايين الجوع والفقر المدقع.

وما يزيد الطين بلة هو أن الطماطم تتصدر قائمة الخضراوات التي تواجه نقصاً شديداً، بسبب فشل المحاصيل الزراعية بعدد من الدول في أعقاب موجات من الحرارة الشديدة.

فعلى سبيل المثال، أدى ضعف المحاصيل في جنوب أوروبا وشمال إفريقيا إلى نقص حاد في الخضراوات وبخاصة الطماطم في بريطانيا.

كما ارتفعت أسعار الطماطم بأكثر من 400 في المئة في الهند خلال الفترة الماضية بسبب ضعف المحاصيل، بحسب وزارة الزراعة الهندية.