هدر الطعام له تأثيرات ضارة على البيئة، إذ تتسبب الأغذية المهدرة فيما بين 8 و10 في المئة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، كما أن فقد الطعام يعني إهدار الموارد التي استُخدمت في إنتاجه مثل المياه والطاقة والعمالة، ما يشكل ضغطاً على الموارد الطبيعية في عالم يئن فقراؤه من الجوع.

وقالت منال بن يعروف رئيسة لجنة تشغيل وتسيير أعمال بنك الإمارات للطعام، في حديث مع «CNN الاقتصادية»، إن تكلفة هدر الطعام في الدولة الخليجية تُقدر حالياً بستة مليارات درهم، أي أكثر من مليار و600 مليون دولار، لكن الإمارات تعمل بجد على إيجاد حلول للهدر بالإضافة إلى أنها تستثمر في زيادة الإنتاج المحلي.

ونعمة هي المبادرة الوطنية للحد من الهدر الغذائي في الإمارات، وتم إطلاقها قبل أكثر من عام لترجمة رؤية الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة، لمعالجة هدر الأغذية الاستهلاكية.

وقالت بن يعروف «لأول مرة نقوم بإجراء دراسات في دولة الإمارات العربية المتحدة تمكننا من قياس الهدر الغذائي الفعلي، بهدف وضع مؤشرات تسمح لنا بفهم أين يحدث إهدار الطعام أكثر في السلسلة الغذائية، كما سيسمح لنا هذا بالعمل مع قطاعات مختلفة لإيجاد الحلول الصحيحة».

والدراسة الأخرى التي تعمل مبادرة نعمة عليها هي دراسة سلوكية نحدد فيها جميع السلوكيات الرئيسية التي تؤدي إلى فقد الغذاء وهدره، وستطلق نعمة بعد هذه الدراسة أفضل 25 حلاً يمكن تنفيذها مع شركاء في مجال الصناعة للتقليل من إهدار الطعام.

وأشارت بن يعروف إلى أن المبادرة تعكف أيضاً على «إجراء تجربة وطنية مع قطاع الفنادق والمطاعم وتقديم الطعام لقياس الفاقد والمهدر من الطعام، لكننا ننفذ أيضاً تنبيهات لتقليل إهدار الطعام في المطاعم التجارية».

وتعمل مبادرة نعمة بشكل وثيق مع أبرز الفنادق، بما في ذلك فنادق هيلتون وفنادق جميرا وروتانا وغيرها.

ومن المتوقع أن يسهم مؤتمر كوب 28 المنتظر انطلاقه في دبي آخر الشهر المقبل في دعم الجهود الدولية للحد من هدر الغذاء، وتطوير وتسريع المبادرات ذات الصلة لتعزيز الأمن الغذائي وضمان استدامته، إضافة إلى حض الحكومات والأعمال التجارية والمؤسسات على قطع التزامات طوعية للحد من هدر الغذاء، ولتسريع التقدم نحو تحقيق الهدف 3-12 من أهداف التنمية المستدامة، الذي يدعو إلى خفض هدر الأغذية للفرد إلى النصف على مستوى البيع بالتجزئة والاستهلاك، والحد من الخسائر على طول سلاسل الإنتاج والتوريد، بما في ذلك خسائر ما بعد الحصاد.

وبنك الإمارات للطعام منظمة خيرية غير ربحية تم إطلاقها في الرابع من يناير 2017 تحت مظلة مبادرات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وهي ملتزمة بتوزيع المواد الغذائية على المحتاجين سواء كانت فائضة أو تم التبرع بها بالتعاون مع المؤسسات المحلية والدولية، وهو أول بنك طعام في الإمارات العربية المتحدة.

ووزع بنك الإمارات للطعام أكثر من 50 مليون وجبة من فائض الطعام على المستفيدين في الفترة من 2017 إلى 2022، ولديه 200 شريك استراتيجي من مؤسسات غذائية وفنادق ومطاعم، وبلغ حجم تبرعاته الغذائية خلال تلك الفترة 11007 أطنان بحسب ما ورد على الموقع الإلكتروني لبلدية دبي.