أعلنت شركة أيريس، التي كانت تُعرف باسم ريدسي Red Sea، توقيع مذكرة تفاهم مع مجموعة المغربي الزراعية المورد المصري للمنتجات الزراعية الطازجة، تمنح بموجبها أيريس تقنية ساكند سكاي أو السماء الثانية إلى المجموعة المصرية التي تصدّر منتجاتها الزراعية لأكثر من 60 دولة.

وساكند سكاي هي عبارة عن نظام صوب يُتيح تقليل درجات الحرارة ويُستخدم في العديد من الدول التي تعاني ظروفاً مناخية شديدة التطرف، كما أن منصة ملحقة بها تجمع بيانات تساعد المزارعين على اتخاذ القرارات المناسبة لكل منتج زراعي.

وستمكّن تقنية ساكند سكاي مزارع المجموعة الزراعية المصرية من التوفير في استهلاك الطاقة بنسبة تتجاوز 40 في المئة، وتخفيض استهلاك المياه بنسبة 30 في المئة، فضلاً عن زيادة محتملة في الأرباح تصل إلى 28 في المئة.

وقال راين لوفار الرئيس التنفيذي لشركة أيريس في مقابلة مع «CNN الاقتصادية» من ولاية أريزونا الأميركية إن شركة المغربي «واحدة من الشركات الرائدة ليس في مصر فحسب ولكن على مستوى العالم في إنتاج منتجات زراعية طازجة وعالية الجودة ومتوافقة مع معاييرنا العالية.. أتيحت لنا الفرصة للتعرف عليها منذ فترة من الوقت وقمنا بزيارة مواقع عملياتها».

وأضاف «الشركتان ملتزمتان بالزراعة بطريقة مستدامة، لذلك يعتبر العمل مع مجموعة المغربي والشركات المماثلة أمراً طبيعياً بالنسبة لنا، ستستفيد من بعض تقنياتنا، وبشكلٍ رئيسي تقنية «السماء الثانية»، وهي مادة تغطية للصوب الزراعية تقلل الحرارة مع السماح بأقصى قدر من الضوء، لذلك فهذا شيء يُثير حماسهم من حيث تحسين إنتاجهم وجودتهم وتوفير الموارد».

وقال لوفار «نحن نرى تقنية السماء الثانية أداة تمكّن المزارعين من إدارة عملياتهم بطريقة أكثر فاعلية، ونحاول تمكينهم ليس فقط من خلال توفير المنتج ولكن أيضاً من خلال تغذيتهم بالبيانات لدعم اتخاذ القرارات، وهذا يشرح نهج تعاوننا.. آمل وأعتقد أن هذا طموح مشترك، هو أنه مع استمرار نمو مجموعة المغربي، سننمو جنباً إلى جنب».

ويُتيح استخدام تقنية الصوب زيادة مدة المواسم الزراعية، ويوفّر مستوى أعلى من الاستدامة، ويمكّن المزارعين من الحصول على محاصيل وفيرة، ما يعني زيادة في الأرباح، فضلاً عن تأمين سلاسل إمدادات الغذاء على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.

وبدأت مجموعة المغربي نشاطها في ثمانينيات القرن الماضي بإنشاء مزرعة ومصنع تعبئة خضراوات وفواكه في منطقة النوبارية الواقعة على الطريق الصحراوي بين القاهرة ومدينة الإسكندرية، وتعد المنطقة من أبرز المشروعات التنموية التي أطلقها الرئيس المصري الأسبق أنور السادات قبيل اغتياله عام 1981، وتبلغ مساحة مزرعة المغربي نحو 9000 فدان تنتج الفواكه والخضراوات وتصدّرها لأكثر من ستين دولة.

وذكر لوفار الشريك المؤسس لأيريس وابن طفرة الشركات الناشئة في الولايات المتحدة أن «مذكرة التفاهم التي قمنا بتوقيعها هي الخطوة الأولى في تعاون أوسع، ونعتزم العمل معاً ونأمل أن يكون ذلك لفترة طويلة في المستقبل من أجل النجاح المتبادل فيما يتعلق بالمحاصيل الاستراتيجية».

وقامت أيريس التي تبلغ قيمتها السوقية 6 مليارات دولار بتغطية نحو 75 فداناً من الأراضي الزراعية المملوكة للدولة في مصر بنظام ساكند سكاي في النصف الأول من عام 2023.

وتنشط أيريس بشكلٍ كبير في المملكة العربية السعودية، حيث تستخدم المياه المعالجة والطاقة الشمسية لتحقيق أكبر قدر من الاستدامة وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وتأسست الشركة عام 2018 كشركة ناشئة في مجال التكنولوجيا الزراعية في ولاية ديلاوير على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وحصلت على أول تمويل لها من مجموعة مستثمرين في الخليج العربي مثل صندوق غلوبال فينتشر الإماراتي وعملاق إنتاج النفط السعودي أرامكو.

وبلغ حجم صادرات مصر الزراعية عام 2023 نحو 9 مليارات دولار بحسب تصريحات وزير الزراعة المصري السيد القصير في مجلس الشيوخ في فبراير شباط، فيما وصل حجم الصادرات الزراعية الطازجة إلى 7.4 مليون طن عام 2023 بزيادة مليون طن مقارنة بالعام السابق.