مع استهداف المناطق الزراعية في جنوب لبنان بالغارات الإسرائيلية منذ بداية الصراع على الجبهة الجنوبية التي شهدت تصعيداً خلال الأسبوع الماضي، يخشى المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة « الفاو» عبد الحكيم الواعر من نقصان الإمدادات الغذائية داخل البلاد مع تهجير أكثر من 240 ألف شخص أغلبهم مزارعون.
وأكد الواعر في مقابلة مع CNN الاقتصادية أن زراعة القمح التي كانت تعمل عليها الفاو مع وزارة الزراعة اللبنانية للتصدي لأزمة إمدادات القمح التي خلقتها الحرب الروسية الأوكرانية توقفت بالكامل إلى حين انتهاء الصراع.
خطر توسع نطاق الحرب على الأمن الغذائي
وأوضح الواعر أن توسع نطاق الحرب في لبنان وإغلاق المرافق الحيوية سيؤدي إلى قطع إمدادات الغذاء من الخارج علماً بأن لبنان يستورد معظم المواد الغذائية.
وفيما ينتظر لبنان موسمه الزراعي في أكتوبر، سيكون هذا العام مختلفاً مع الدمار الذي لحق بمساحات كبيرة من الأراضي الزراعية في جنوب لبنان، وتشير أحدث البيانات الصادرة في أغسطس آب إلى أن الحرب منعت المزارعين من زراعة 17 مليون متر مربع من الأراضي الزراعية.
ومن المتوقع كذلك أن يشهد القطاع الصناعي تراجعاً يتجاوز 50 في المئة، ما يعادل خسائر تُقدَّر بنحو مليارَي دولار، كما أن تعطُّل الموانئ سيفاقم الأزمة المعيشية، ما سيؤدي إلى خسائر إضافية تُقدَّر بـ1.5 مليار دولار.
اقتصاد لبنان يصارع على عدة أصعدة
وتأتي هذه الظروف في وقت يواجه فيه لبنان تحديات اقتصادية غير مسبوقة مع دخوله عام 2024، إذ تعاني البلاد من أزمة مالية خانقة، فالليرة اللبنانية انهارت، ما أدّى إلى فقدان أكثر من 90 في المئة من قدرتها الشرائية.
وارتفعت معدلات التضخم في لبنان بشكل حادّ، كما يبدو أن لبنان بات يفتقر إلى الدعم المالي سواء من الإقليم أو عالمياً، وتراجعت احتياطيات مصرف لبنان بشكل ملحوظ، وتجاوزت خسائر القطاع المصرفي 70 مليار دولار.
وانخفض الناتج المحلي بنسبة 50 في المئة، ليجد 80 في المئة من سكان لبنان أنفسهم تحت خط الفقر.