لطالما كان الطيران الخاص مرادفاً للفخامة الحصرية والمخصصة لفئة صغيرة جداً من الأثرياء، ومع ذلك تغيرت المعادلة اليوم، حيث بات الطيران الخاص خياراً متاحاً لشريحة أوسع من المسافرين، ما أحدث تحولاً جذرياً في هذا القطاع، وجعله جزءاً متنامياً من سوق السفر العالمي.
الطيران الخاص: تكلفة أقرب لدرجة رجال الأعمال
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
الانخفاض النسبي في تكاليف الطيران الخاص غيّر قواعد اللعبة، بات استئجار طائرة خاصة اليوم يبدأ من نحو 3,800 دولار في الساعة للطائرات الصغيرة، بينما قد يصل إلى 11,000 دولار للطائرات الأكبر حجماً التي تتسع لما يصل إلى 16 راكباً، عند تقسيم هذه التكاليف على عدد الركاب، تصبح تكلفة السفر بالطيران الخاص قريبة من سعر تذاكر درجة رجال الأعمال، لكنها تقدم تجربة تفوقها من حيث الفخامة والخصوصية، هذا التغير في التكلفة فتح الباب أمام شرائح جديدة من المسافرين، ما أدى إلى زيادة كبيرة في الطلب على الطيران الخاص وأسهم في نمو السوق بشكل ملحوظ.
النمو المتسارع لسوق الطيران الخاص
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وفقاً للإحصائيات، بلغ حجم سوق الطيران الخاص في منطقة الشرق الأوسط نحو 566 مليون دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن ينمو إلى 943 مليون دولار بحلول عام 2029، أي ما يقارب الضعف خلال خمس سنوات.
يوسف معلم، نائب الرئيس التنفيذي الدولي في شركة «فيستا جيت»، أشار في حديثه إلى «CNN الاقتصادية» إلى أن منطقة الخليج شهدت تسارعاً في الطلب على الطيران الخاص، خاصة في الإمارات والسعودية، وبيّن أن نسبة النمو في النصف الأول من عام 2024 وصلت إلى 23% في الخليج مقارنةً بنمو عالمي بلغ 14% فقط، بينما سجل سوق الطيران العام تراجعاً عالمياً بنسبة 2%، يُرجع معلم هذا التفاوت الكبير إلى عدة عوامل، من أبرزها زيادة الإقبال على الطيران الخاص خلال جائحة كورونا، حيث بدأ العديد من المسافرين بتجربة هذا الخيار كوسيلة آمنة ومرنة للسفر، وأضاف أن 80% من العملاء الذين بدؤوا استخدام الطيران الخاص خلال الجائحة استمروا في استخدامه بعد انتهائها.
الإمارات: مركز عالمي للطيران الخاص
أصبحت الإمارات، ودبي على وجه التحديد، مركزاً عالمياً للطيران الخاص، بشار بركات نائب الرئيس للشؤون التجارية في شركة «فالكون جيت»، أوضح في حديثه مع CNN الاقتصادية أن موقع الإمارات الجغرافي يجعلها «جسراً حيوياً بين أوروبا وآسيا».
وأضاف أن الإمارات ليست فقط وجهة للمسافرين الأثرياء، بل أيضاً محطة تقنية أساسية لشركات الطيران الخاص، نظراً لتطور البنية التحتية فيها، كما أن التوسع العمراني والاقتصادي في الإمارات، إلى جانب جذبها عدداً كبيراً من المستثمرين ورواد الأعمال، زاد من الطلب على الطيران الخاص.
عوامل تقود الطلب
هناك عدة عوامل رئيسية أسهمت في نمو الطيران الخاص في المنطقة:
1. تدفق الأثرياء إلى المنطقة: شهدت الإمارات خصوصاً زيادة كبيرة في عدد السكان الأثرياء الذين انتقلوا للإقامة والعمل فيها.
2. المرونة والأمان خلال الجائحة: الطيران الخاص أصبح خياراً أكثر أماناً ومرونة أثناء وبعد جائحة كورونا.
3. سهولة الوصول: التكلفة المعقولة نسبياً والخدمات المتوفرة جعلت الطيران الخاص خياراً واقعياً لعدد أكبر من المسافرين.
الطيران الخاص: تجربة مختلفة
التجربة التي يقدمها الطيران الخاص لا تتعلق فقط بالرفاهية، بل تشمل الخصوصية، المرونة، والقدرة على تخصيص الرحلة بما يتناسب مع احتياجات المسافرين، يمكن للركاب اختيار مواعيدهم، تخطيط مساراتهم، وحتى الاستمتاع بمرافق فاخرة أثناء الرحلة. يختتم يوسف معلم حديثه بالقول إن الطيران الخاص لم يعد رفاهية مخصصة فقط لفئة صغيرة، بل أصبح خياراً متاحاً يلبي احتياجات المسافرين الباحثين عن تجربة سفر مميزة ومرنة.
مع التطور السريع الذي يشهده هذا القطاع، يبقى السؤال: هل سيواصل الطيران الخاص التوسع ليصبح خياراً أوسع مما كان في سوق السفر؟