شهدت مؤشرات وول ستريت يوم الأربعاء أداءً قوياً، إذ ارتفع كل من مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر ناسداك المركب بنسبة 1.6 في المئة و1.9 في المئة على التوالي، وجاء الارتفاع مدعوماً بنتائج أفضل من التوقعات للبنوك الكبرى.
وخلال اليوم ارتفعت أسهم المؤسسات المالية الأميركية الكبرى مثل ويلز فارغو وغولدمان ساكس وسيت غروب بنحو 5 في المئة أو أكثر.
أرباح البنوك أفضل بكثير من المتوقع
وبدأت أسهم البنوك موسم أرباح الربع الرابع من عام 2024 يوم الأربعاء، وتبدو التقارير مثيرة للإعجاب في جميع المجالات، خاصة عندما يتعلق الأمر بهذه الشركات الثلاث.
في الواقع فشل ويلز فارجو في تلبية توقعات الإيرادات للربع، لكنها تجاوزت التوقعات بسهولة في صافي الربح، وربما تكون المفاجأة الأكبر من البنك الذي يركز على المستهلك هي أنه يتوقع أن يكون صافي دخل الفائدة في عام 2025 أعلى مما كان عليه في عام 2024.
وعلى الرغم من أن ويلز فارجو تجني معظم أموالها من الخدمات المصرفية الاستهلاكية، فإن الخدمات المصرفية الاستثمارية أصبحت أكثر حافزاً للنمو، إذ ارتفعت رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية بنسبة 59 في المئة على أساس سنوي في الربع الرابع من 2024.
وتفوق غولدمان ساكس على تقديرات المحللين في كل من الخطوط العليا والسفلى، إذ ضاعف صافي الدخل تقريباً عن الربع نفسه في عام 2023.
وكانت إيرادات تداول غولدمان مفاجأة إيجابية على جانبي الأسهم والدخل الثابت من العمل، في حين جاءت إيرادات الخدمات المصرفية الاستثمارية كما هو متوقع.
وكانت إدارة الأصول والثروات نقطة قوة لدى غولدمان ساكس، إذ قفزت الإيرادات بنسبة 8 في المئة، في حين توقع المحللون انخفاضاً طفيفاً.
أخيراً، وليس آخراً لم تتجاوز سيتي غروب التوقعات في الخطوط العليا والسفلى فحسب، بل وأعلنت عن إعادة شراء أسهم جديدة بقيمة 20 مليار دولار، يمثل هذا نحو 14 في المئة من القيمة السوقية للبنك.
وبدت نتائج أعمال سيتي قوية على جانبي الخدمات المصرفية الاستهلاكية والاستثمارية للشركة، وللتوضيح فقد زادت إيرادات الخدمات المصرفية الاستثمارية بنسبة 35 في المئة على أساس سنوي، وارتفعت إيرادات التداول بنسبة 36 في المئة.
تحسن التضخم ومستقبل أداء البنوك
محفز آخر لارتفاع أسهم البنوك هو تحسن التضخم، ففي السنوات الأخيرة كانت هوامش الفائدة الصافية للبنوك الكبرى تحت الضغط بسبب ارتفاع أسعار الفائدة.
وارتفعت تكلفة الودائع وأنواع أخرى من رأس المال بشكل أسرع من العائدات التي تتلقاها البنوك من محافظ القروض الخاصة بها.
وتحسن معدل التضخم قد يدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة بشكل أكثر عدوانية بكثير مما يتوقعه المستثمرون، وقد يكون هذا حافزاً إيجابياً لأرباح البنوك في عام 2025 وما بعده.