بول أتكينز رجل ترامب المشفر.. صحفي بعباءة المحاماة يقود وول ستريت

حين يكتب المحامي تقريرا صحفيا فقطعا لا أحد قادر على رفع أي نوع من أنواع الدعاوى الخاصة بمهنة الإعلام ضده، هذا هو حال بول أتكينز رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصة حسب اختيار الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعناصر إدارته الجديدة.

وفي ديسمبر الماضي اختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بول أتكينز المدافع عن العملات المشفرة لرئاسة لجنة الأوراق المالية والبورصة، بدلا من الرئيس الحالي غاري جينسلر الذي اتخذ إجراءات قانونية صارمة ضد شركات العملات المشفرة.. فمن هو بول أتكينز؟

المفوض أتكينز كما يلقبه المقربون بدء حياته المهنية كمحامٍ في مدينة نيويورك، حيث ركز على مجموعة واسعة من المعاملات التجارية للعملاء الأميركيين والأجانب، بما في ذلك عروض الأوراق المالية العامة والخاصة وعمليات الدمج والاستحواذ.

كان أتكينز مقيمًا لمدة عامين ونصف العام في مكتب شركته في باريس وتم قبوله كمستشار قانوني في فرنسا عام 1988.

الحياة الباريسية شكلت جزءا كبيرا من شخصية أتكينز، الذي الذي تنحدر أصوله إلى ليلينجتون بولاية نورث كارولينا، في تامبا بولاية فلوريدا، وهو متزوج ولديه ثلاثة أبناء، حيث يبدو لطيفا في العموم لكنه بمجرد أن يبدأ يومه العملي يتلاشى اللطف وتبدو عليه ملامح مواد القانون بكل جمودها.

فأنكينز حصل وهو عضو في نقابتي المحامين في نيويورك وفلوريدا، على درجة الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق بجامعة فاندربيلت عام 1983 وكان محررًا أولًا للكتابة الطلابية في مجلة فاندربيلت للقانون، كذلك حصل على درجة البكالوريوس من كلية ووفورد عام 1980 وكان عضوًا في جمعية فاي بيتا كابا.

ومنذ عام 1990 إلى عام 1994، خدم المفوض أتكينز في طاقم اثنين من الرؤساء السابقين لهيئة الأوراق المالية والبورصات، ريتشارد سي بريدين وآرثر ليفيت، في نهاية المطاف كمساعد تنفيذي ومستشار على التوالي.

وتحت قيادة بريدين، ساعد في الجهود الرامية إلى تحسين اللوائح المتعلقة بحوكمة الشركات، وتعزيز اتصالات المساهمين، وتعزيز المساءلة الإدارية من خلال إصلاح الوكالة، وتقليل الحواجز أمام دخول الشركات الصغيرة والشركات المتوسطة الحجم إلى أسواق رأس المال.

أما تحت قيادة ليفيت، كان مسؤولاً عن تنظيم برنامج المستثمرين الأفراد في هيئة الأوراق المالية والبورصات، بما في ذلك اجتماعات مجلس المدينة الأولى للمستثمرين، ولجنة استشارية لشؤون المستهلكين في هيئة الأوراق المالية والبورصات، وجهود تثقيف المستثمرين الأخرى، بما في ذلك كتيبات الاستثمار بحكمة الأصلية بشأن أساسيات علاقة الوساطة بالتجزئة والاستثمار في صناديق الاستثمار المشتركة.

حين تم تعيين بول أتكينز من قبل الرئيس جورج دبليو بوش ليكون مفوضًا لهيئة الأوراق المالية والبورصات في 29 يوليو 2002، وحتى عام 2008، لقب بالأب الروحي لأيديولوجية أسواق رأس المال المحافظة وفق تايلر غيلاش، رئيس جمعية الأسواق الصحية، وهي مجموعة تجارية تتألف من البورصات والمستثمرين المؤسسيين والشركات المالية الأخرى، الذي قال أيضا: "من الصعب أن نتخيل قائداً أكثر ارتباطاً وقدرة على تقليص حجم هيئة الأوراق المالية والبورصات وقواعدها".

بعد أن ترك أتكينز هيئة الأوراق المالية والبورصات في نهاية إدارة جورج دبليو بوش، أسس شركة "باتوماك غلوبال بارتنرز"، وهي شركة استشارية لكبار عملاء الصناعة المالية، وارتقت "باتوماك" منذ ذلك الحين لتصبح واحدة من المجالس الأكثر تأثيرا في مجال البنوك والشركات التجارية وشركات التكنولوجيا المالية وغيرها من الشركات المالية التي تسعى للحصول على إرشادات حول كيفية التأثير على إجراءات وتحقيقات واشنطن والرد عليها.

تعود علاقة بول أتكينز بالعملات المشفرة إلى العداء الدائم للرئيس الحالي للجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية غاري غينسلر الذي أعلن أنه سيستقيل من منصبه في العشرين من يناير كانون الثاني المقبل، عند تنصيب ترامب، بعد ان انخرط في معارك مع سوق العملات المشفرة بسبب إجراءات الإنفاذ العدوانية خلال فترة ولايته.

أما بول أتكينز فقد أعرب من قبل عن تحفظاته بشأن إجراءات الإنفاذ التي تتخذها لجنة الأوراق المالية ضد سوق العملات المشفرة، مشيرا إلى أنها قد تدفع الصناعة خارج أميركا بدلاً من تطويرها، ليصبح رجل ترامب المشفر في إداراته الجديدة.