تعتني مديرة مركز بيثاني للرعاية الصحية، تيري هودج، بنحو 150 امرأة مسنة اعتماداً على العشرات من مساعدي التمريض ومدبرات المنزل ومساعدي التغذية وغيرهم من الموظفين في منشأة فرامينجهام بولاية ماساتشوستس، وتقول هودج إن أكثر من 40 في المئة من موظفيها مهاجرون، ومن بين مساعدي التمريض المعتمدين تبلغ النسبة 84 في المئة.
وهم عمال لا يستطيع مركز بيثاني أن يخسرهم، حيث يساعدون المقيمين على القيام من الأسرَّة، ومرافقتهم إلى الحمام، وارتداء ملابسهم وإطعامهم، وإعطائهم الأدوية، والتحدث معهم.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وقالت هودج "يعتمد رواد المركز بشكل كبير على رعاية ورفقة طاقم التمريض وموظفي التدبير المنزلي، إن العمال المهاجرين مهمون للغاية لعمل هذه المنشأة والصحة البدنية والعقلية للأشخاص الذين يخدمونهم".
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
أعربت هودج عن قلقها من تعهد الرئيس دونالد ترامب بترحيل ملايين المهاجرين إلى خارج الولايات المتحدة، "العاملون قلقون للغاية بشأن ما يحمله لهم المستقبل، ونحن، كمنشأة، قلقون بشأن احتمال فقدان أي موظف".
وتصطدم حملة ترامب على الهجرة بالاحتياج الشديد إلى المزيد من العاملين في قطاع رعاية كبار السن.
وقال الخبراء إن خطاب ترامب في حد ذاته قد يثني المهاجرين عن القدوم إلى الولايات المتحدة ويعرقل الجهود الرامية إلى استقدام العاملين من الخارج للعمل بقطاع الرعاية الصحية.
ولم يقدم الرئيس الكثير من التفاصيل بشأن الإجراءات التي ينوي اتخاذها، لذا فإن العديد من العاملين في صناعة رعاية المسنين لا يمكنهم إلا أن يتبنوا نهج الانتظار والترقب في الوقت الحالي.
من جانبه قال كبير علماء البيانات في مجلس الهجرة الأميركي، ستيفن هوبارد إن المهاجرين يشكلون 17.7 في المئة من القوى العاملة في الولايات المتحدة، إلا أنهم يتركزون بنسبة 42.4 في المئة في مهنة مساعدي الرعاية الصحية المنزلية، ونحو 6.4 في المئة من العاملين بهذه المهنة مهاجرون (بلا وثائق).
وقرابة ربع مساعدي التمريض العاملين في صناعة الرعاية الصحية هم من المهاجرين أيضاً، ووفق هوبارد فإن نحو 4.2 في المئة من مساعدي التمريض هم مهاجرون (بلا وثائق).
بالإضافة إلى ذلك، هناك ما يسمى بالسوق الرمادية، حيث يُوظَّف المساعدون مباشرةً من قبل الأفراد أو عائلاتهم، وهؤلاء من المرجح أن يكونوا دون وثائق ثبوتية.
طفرة كبار السن
من المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر بنسبة 47 في المئة في العقود القادمة في الولايات المتحدة، من 58 مليوناً في عام 2022 إلى 82 مليوناً بحلول عام 2050، وفقاً لمكتب مرجع السكان، وهي منظمة بحثية، وستشكل هذه الفئة 23 في المئة من سكان الولايات المتحدة في منتصف القرن، ارتفاعاً من 17 في المئة حالياً.
ستضع هذه الزيادة ضغوطاً متزايدة على قطاع الرعاية طويلة الأجل، والتي تعاني بالفعل من نقص في العاملين.
ومن المتوقع أن يزداد الطلب على العاملين في الرعاية المباشرة، بمن في ذلك مساعدو الرعاية الصحية المنزلية ومساعدو الرعاية الشخصية ومساعدو التمريض والمساعدون النفسيون، بنسبة 39 في المئة بين عامي 2022 و2037، وفقاً لتقرير المركز الوطني لتحليل القوى العاملة الصحية لعام 2024، ويشير التقرير إلى أنه من المتوقع أن يتوسع التوظيف بين مساعدي الرعاية الصحية المنزلية ومساعدي الرعاية الشخصية بوتيرة أبطأ.
ودعا الرئيس التنفيذي لجمعية الرعاية المنزلية الأميركية، جيسون لي، وهي مجموعة تجارية تضم الوكالات التي توفر مساعدي الرعاية الشخصية لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة وغيرهم، إلى إنشاء تأشيرة عمل خاصة بقطاع الرعاية المنزلية للمساعدة في علاج أزمة نقص العمالة.
أهمية الموظفين
وجدت أبحاث أستاذ سياسة الرعاية الصحية في كلية الطب بجامعة هارفارد، ديفيد جرابوفسكي، أن زيادة وصول المهاجرين إلى المجتمع يعزز بشكل كبير من عدد الموظفين في دور رعاية المسنين، ويؤدي إلى تحسين رعاية المرضى.
يملأ المهاجرون الفجوات في صفوف مساعدي التمريض المعتمدين، الذين يقدمون خدمات أساسية مثل إطعام المرضى ومساعدتهم في الاستحمام وارتداء الملابس، ما يساعد في تقليل الضغوط النفسية عليهم.