«المستقبل للهيدروجين»، عبارة تتردد كثيراً في الفترة الأخيرة.
ليس فقط لتوليد الكهرباء بشكل عام، بل في قطاع النّقل أيضاً، إذ تعمل العديد من شركات السيارات الشهيرة على تصنيع سيارات تعمل بالهيدروجين بدلاً من الوقود التقليدي أو حتى الكهرباء.
بلغت قيمة السوق العالمية لمركبات خلايا وقود الهيدروجين 1.51 مليار دولار في 2022، ومن المتوقع أن تنمو 45.2 في المئة سنوياً، بحسب دراسة لمركز «بولاريس» لأبحاث السوق.
تعمل محركات سيارة من هذا النوع بخلايا وقود الهيدروجين التي تستخدم الهيدروجين والأكسجين بالطريقة ذاتها التي تستخدم بها السيارات التقليدية البنزين أو الديزل.
تلك السيارات ليست مجرد أفكار حبيسة لمختبرات التطوير، ولا حتى تقتصر على الأسواق الغربية، فقد طرحت مجموعة «بي إم دبليو» في الشرق الأوسط أول سيارة «آي إكس 5» تعمل بالهيدروجين في المنطقة، وتحديداً بدولة الإمارات العربية المتحدة.
حامد حقباروار، المدير التنفيذي لمجموعة «بي إم دبليو» في الشرق الأوسط، قال في تصريحات لـ«CNN الاقتصادية» إن الهدف من طرح السيارة في المنطقة هو إثبات فعاليتها ومواكبة خطط الاستدامة ومؤتمر المناخ «كوب 28» الذي تستضيفه دبي أواخر 2023.
التحوّل إلى الهيدروجين.. عمليّ بالفعل؟
تقول «بي إم دبليو» إن الهيدروجين هو وقود المستقبل، وإن البطاريات مجرد تقنية انتقالية.
من أكبر مزايا الهيدروجين أن التزود به يستغرق الوقت نفسه تقريباً للتزود بالبنزين (أي 3-5 دقائق)، في حين أن إعادة شحن البطارية يمكن أن تستغرق من 45 دقيقة إلى عدة ساعات.
كما أن أداء المركبات العاملة بالهيدروجين لا يختلف كثيراً عن أداء مثيلاتها العاملة بالبنزين، من حيث التسارع والسرعة القصوى والمدى.
وقال متحدث باسم «بي إم دبليو» إن «تجربة قيادة سيارة الهيدروجين مقارنة بسيارة البنزين متشابهة جداً، وهذا هو السبب في أنه حل مثالي للتنقل في المستقبل».
لماذا الشّرق الأوسط والخليج تحديداً؟
ترى «بي إم دبليو» أن الشرق الأوسط سوق مثالية لسيارات الهيدروجين نظراً لاحتياجها إلى بنية تحتية شبيهة للغاية لتلك المستخدمة لتموين سيارات البنزين، وهو ما تتميز به منطقة الشرق الأوسط عموماً.
كما أن لدى الحكومات في المنطقة العديد من مشاريع الهيدروجين الشمسي، أي المنتج بالطاقة الشمسية، وتعمل «بي إم دبليو» مع الحكومات وشركاء الصناعة لجلب هذا النوع من الوقود إلى السوق لاستخدامه في تطبيقات النقل، حسبما ذكر المتحدث باسم الشركة.
آراء خبراء السيارات
يعتقد أحد الخبراء في مجال السيارات، إيغور كوفريغين، المدير التنفيذي لشركة «كار إكسبرت»، أن الأمر لا يزال سابقاً لأوانه بعض الشيء بالنسبة للسيارات التي تعمل بالهيدروجين لتغطية السوق بأكملها، لأنها تكنولوجيا أعلى تكلفة من حيث الصيانة، ولأن محركات السيارات الكهربائية والتقليدية التي تعمل بالبطاريات أقوى وأفضل من محركات الهيدروجين، في رأيه.
وعلى صعيد البنية التحتية، فإن محطات البنزين متوفرة في كل مكان، كما أن محطات الشحن الكهربائية تزداد شعبية حتى في الطوابق السفلية للمنازل، لكن بالنسبة للهيدروجين، فهذه البنية التحتية لا تزال غير قائمة، خاصة في المنطقة العربية، ولذلك فكلفة قيادة سيارة الهيدروجين لنفس أميال السيارة التي تعمل بالوقود هو أعلى بنسبة 50 إلى 70 في المئة.
ويضيف أن بعض الهواة عند قيادة سياراتهم، يريدون سماع الضجيج الذي تصدره السيارة، لكن سيارات الهيدروجين، كما السيارات الكهربائية، ستكون صامتة إلى حد كبير، وباعتقاده أنها ستكون أقل قوة حتى في حال استخدام مزايا محرك مماثل لسيارة تعمل بالبنزين.