دعت عملاقة السيارات الصينية «بي واي دي» مؤخراً صانعي السيارات الصينيين لتوحيد الصفوف من أجل دعم العلامات المحلية و«محو هيمنة العلامات العالمية الأيقونية»، التي طالما سيطرت على قطاع السيارات حول العالم، فهل تنجح الصين في تغيير المشهد العالمي؟

قال وانغ تشوانفو، مؤسس ورئيس مجلس إدارة «بي واي دي»، في إحدى الفعاليات الخاصة بالشركة في أغسطس آب، نقلتها شبكة «CNN»، «أعتقد أن الوقت قد حان للشركات الصينية لنيل المكانة التي تستحقها، إذ يترقب 1.4 مليار صيني اللحظة التي نرى فيها علامة تجارية صينية تتحول للعالمية».

لاقت هذه الدعوة ترحيباً واسعاً من شركات السيارات الرئيسية في الصين بما في ذلك، «لي أوتو»، و«نيو»، و«إكس بينغ»، مؤكدة أن السوق الصينية تشهد تمزقاً بسبب المنافسة المشتعلة في الداخل.

وخاضت شركات صناعة السيارات في الصين حرب أسعار مؤلمة بدأتها شركة «تسلا» في يناير كانون الثاني الماضي، كما أنها تتنافس أيضاً في الأسواق العالمية نفسها، بينما تواجه تدقيق المستهلكين والمعوقات التنظيمية.

على جانب آخر، أثارت دعوة «بي واي دي» مخاوف بين أولئك الذين يخشون الممارسات التجارية غير العادلة للصين وبخاصة في أوروبا، محذّرين من أن ذلك قد يتطلب مزيداً من التدقيق بشأن قوانين مكافحة الإغراق.

«بي واي دي» تنافس الشركات العالمية

احتلت شركة « بي واي دي» المركز الرابع في قائمة أكبر شركات السيارات في العالم من حيث القيمة السوقية، لتتفوق على العديد من العلامات الألمانية الأيقونية أمثال «مرسيدس – بنز»، و« بي إم دابليو»، و«فولكس فاغن»، بالإضافة للعلامة الإيطالية الرائدة «فيراري»، وفقاً لموقع «كمبنيز ماركت كاب».

فحتى الثلاثاء 15 أغسطس 2023، بلغت القيمة السوقية لـ«بي واي دي» نحو 96.5 مليار دولار، بينما تصدرت «تسلا» القائمة بقيمة سوقية بلغت 759.9 مليار دولار، تليها « تويوتا» و«بورش» بقيمة 225.95 مليار دولار، و103.98 مليار دولار على التوالي.

يُثير هذا الإنجاز تساؤلات حول فرص الصين في الهيمنة على القطاع العالمي للسيارات، خاصة مع التحول السريع للقطاع نحو السيارات الكهربائية.

الصين تُهيمن على سوق السيارات الكهربائية

تقود الصين مبيعات السيارات الكهربائية في جميع أنحاء العالم، إذ سيطر ثاني أكبر اقتصاد في العالم على نحو 63.6 في المئة من إجمالي المبيعات البالغة 11 مليون سيارة كهربائية في عام 2022، بحسب بيانات مؤسسة البيانات الدولية «آي دي سي».

وكشف التقرير عن أن شركة «تسلا» المملوكة للملياردير إيلون ماسك، إلى جانب «بي واي دي» الصينية، و«سايك- جي إم» سيطرت معاً على ما يقرب من 36.11 في المئة من مبيعات السيارات الكهربائية في السوق العالمية ذلك العام.

تشير تلك البيانات إلى المنافسة الشرسة بين شركات السيارات الصينية و«تسلا» التي تقود صناعة السيارات العالمية، لكن تعاون صانعي السيارات الصينيين قد يقلب الموازين.