شهدت سوق السيارات المستعملة في الإمارات نمواً غير مسبوق عام 2023 بحسب تقرير دوبيزل عن سوق السيارات المستعملة، نتيجة لتغيّر تفضيلات المستهلك، والسياسات الحكومية الاستراتيجية، والتحسينات المستمرة لأنظمة المرور والبُنى التحتية.

وبحسب كريستوفر ميلبورن، مدير وسائل التواصل الاجتماعي والمحتوى في دوبيزل، كانت أكبر حصة سوقية من حيث ميزانية مشتري السيارات هي السيارات التي يبلغ سعرها 50 ألف درهم (نحو 13,600 دولار أميركي) أو أقل، إذ يبحث 33 في المئة من المستهلكين عن سيارات ضمن هذه الفئة السعرية.

أمّا بالنسبة للسيارات التي يبلغ سعرها أكثر من 300 ألف درهم، والتي تضم سيارات ذات علامات تجارية فاخرة مثل بنتلي ورولز رويس وبعض سيارات بي إم دبليو الراقية، فتجذب نسبة 16 في المئة من المستهلكين فقط.

وأضاف ميلبورن أن هذه التقديرات تشير إلى أن توجهات العملاء في الإمارات قد تغيرت، بحيث باتوا يفضّلون سيارة أحدث ذات مواصفات معينة كاللون وخيارات إضافية عن سيارة فاخرة مستعملة.

السيارات المستعملة الأكثر طلباً في الإمارات

السيارات المستعملة في الإمارات تشهد طلباً غير مسبوق

في فئة السيارات الفاخرة المستعملة، حافظت مرسيدس-بنز على الصدارة، وبقيت سيارة السيدان (إس-كلاس)، متربعةً على عرش منتجات الشركة، بفضل ما تؤمّنه من مواصفات فاخرة وسهولة في القيادة والتحكّم.

تلتها شركة بي إم دبليو بفارق بسيط، وأتت سيارة (السلسلة 7) في المرتبة الأولى بفضل ما تزخر به من تقنيات متطورة وسهولة في التحكم.

السيارات المستعملة في الإمارات تشهد طلباً غير مسبوق

أمّا في فئة السيارات غير الفاخرة المستعملة، فحافظت تويوتا على هيمنتها على السوق، باعتبارها علامة السيارات غير الفاخرة الأكثر شعبية في الإمارات، وأبرز طرازاتها كامري وكورولا.

واحتلت نيسان المرتبة الثانية للسنة الثانية على التوالي، مستفيدة من طرازاتها الأشهر عالمياً مثل ألتيما وباثفايندر.

وقفزت فورد إلى المرتبة الثالثة عام 2023، وزادت شعبيتها بفضل طرازاتها التي تتميز بأداء عالٍ مثل موستانغ وإكسبلورر، والتي تجذب العملاء الذين يبحثون عن الأداء العالي وسهولة القيادة اليومية.

وعلى الرغم أن تلك هي السيارات الأكثر طلباً، فإنها ليست السيارات الأكثر حفاظاً على قيمتها في الإمارات.

السيارات المستعملة في الإمارات تشهد طلباً غير مسبوق

فبحسب شركة الفطيم أوتومول، تعتبر نيسان باترول السيارة الأكثر حفاظاً على قيمتها، وإذا تم الاعتناء بها جيداً، يمكنها الاحتفاظ بما يصل إلى نحو 88 في المئة من قيمتها خلال عامها الأول وبعد ثلاث سنوات، ينخفض هذا الرقم إلى ما يُقدّر بـ82 في المئة، وتعتبر هذه السيارة الأكثر شيوعاً في دول الخليج عموماً كونها تناسب البيئة الصحراوية ونمط الحياة في الخليج.

تليها سيارة لكزس آي إس، وهي أيضاً من السيارات الأكثر شيوعاً في الإمارات، وتتميّز لكزس أيضاً بالحفاظ على سعرها بحيث يمكن استرداد 80 في المئة من قيمتها عند البيع خلال السنوات الأولى من شرائها.

وتأتي تويوتا لاند كروزر في المرتبة الثانية من فئة الدفع الرباعي بعد سيارة باترول الشهيرة، إذ تناسب أيضاً البيئة الصحراوية بمحرك (في 8) القوي وتحافظ على نحو 74 في المئة من قيمتها الأصلية خلال السنوات الثلاث الأولى من الملكية.

أمّا هوندا أكورد فتحتل المركز الرابع، وهي سيارة اقتصادية يابانية تُتيح للمستهلك الذي يبحث عن سيارة توفيرية استعادة نحو 70 في المئة من قيمتها إذا بيعت خلال السنوات الثلاث الأولى من الشراء.

وجاءت في المرتبة الخامسة فورد إيدج، التي تصنف كسيارة عائلية نظراً لسعتها، وتحافظ على 69 في المئة من قيمتها بعد بضعة سنوات من الاستعمال.

كيفية اختيار السيارة المستعملة المناسبة

من أبرز الأسئلة التي يطرحها العميل في الإمارات قبل شراء سيارة مستعملة هي إن كانت «خليجية» أم «أميركية»، والمقصود من ذلك هو إن كانت مستوردة من الولايات المتحدة أو مصنوعة لمنطقة الخليج تحديداً ومناسبة لطبيعة المناخ والأرض الصحراوية.

يعتقد الكثير من الناس أن السيارات الأميركية لا تتمتع بالتبريد الأمثل أو مشعات كبيرة وقوية بما يكفي لتوفير الحرارة المناسبة لمناخ الخليج الحار، ويعتبر ميلبورن أن هذا خطأ دائماً ما يقع فيه العملاء، إذ هناك مناطق في الولايات المتحدة قد تكون بدرجة سخونة الخليج نفسها.

ومن أبرز ما يسأله العميل في الخليج أيضاً هو سنة موديل السيارة لأنه في العديد من الحالات قد يكون الشكل الخارجي أو حتى الداخلي معدّلاً أو محدّثاً، كما يهتم العميل في الخليج بحجم المحرّك ومدى قوته أيضاً.

يعتبر ميلبورن أن شراء السيارة المستعملة لا يقتصر على السعر فحسب، فالتكلفة الحقيقية تكمن ما بعد الشراء، وهي تكلفة التشغيل والخدمات والصيانة، والتي عادةً ما يتجاهلها العميل.

فيجب ملاحظة تعامل العميل السابق مع السيارة، فخدش بسيط في الطلاء قد يتطلب إعادة طلاء السيارة ما قد يؤدي إلى تقليل قيمة السيارة ولو بنسبة بسيطة.

ومن الحاجات الأساسية أيضاً، الاطلاع على سجل الخدمات وموعد الخدمة التالية لأنها سترفع التكلفة على المشتري بطريقة غير مباشرة.

أمّا الخطوة الأخيرة قبل اتخاذ القرار فهي المعاينة لدى ميكانيكي متخصص بحيث لا يستطيع المشتري ملاحظة أو حتى رؤية ما بإمكان الميكانيكي رؤيته سواء من داخل أو خارج أو أسفل السيارة.