يبدو أن السيارات الكهربائية ستكون مفتاح التعاون المتناغم بين كبار المتنافسين في قطاع صناعة السيارات بعد أن أعلنت شركتا هوندا ونيسان عن شراكة استراتيجية لتطوير تكنولوجيا السيارات الكهربائية، وذلك في إطار تعزيز مكانتهما في سباق التحول الكهربائي والتطور السريع الذي تشهده شركات السيارات الصينية نحو الطاقة النظيفة، وخاصة شركة «بي واي دي».

وفي هذا الإطار، قال ماكوتو أوشيدا رئيس شركة نيسان في اتصال مع «CNN الاقتصادية» إنه «من المهم الاستعداد لوتيرة التحول المتزايدة في مجال التنقل على المدى المتوسط إلى الطويل، وقد توصلنا إلى هذا الاتفاق على أساس التفاهم المتبادل بأن هوندا ونيسان تواجهان تحديات مشتركة، ونتطلع إلى مزيد من المناقشات لتحقيق مكاسب للجانبين من أجل النمو المستدام».

من جانبه، قال المكتب الإعلامي لشركة هوندا، رداً على اتصال من «CNN الاقتصادية» إنه للإسراع بالجهود الرامية لتحقيق الحياد الكربوني وتقليص عدد الوفيات الناجمة عن حوادث المرور إلى الصفر، سيكون من الضروري تعزيز التقنيات البيئية وتقنيات الكهرباء بالإضافة إلى تطوير البرمجيات، وسيشمل نطاق التعاون منصات برمجيات السيارات والمكونات الأساسية المتعلقة بالمركبات الكهربائية والمنتجات التكميلية.

جدير بالذكر أن هذا التعاون ليس الأول من نوعه، فمع النمو الكبير الذي تشهده سوق السيارات الكهربائية في السنوات الأخيرة، يتزايد الطلب على هذا النوع من السيارات بشكل كبير، ما يتطلب تطوير البنية التحتية المناسبة ويؤدي إلى ازدياد التعاون بين شركات صناعة السيارات الرئيسية في العالم لمواكبة هذا التطور.

أبرز الشراكات خلال الأشهر الماضية

إحدى أبرز الأمثلة عن تلك الشراكات، هي شركة أودي التي توصلت إلى اتفاق شراكة مع شركة السيارات الصينية المملوكة للدولة «سايك موتورز» في أواخر العام الماضي، لتسريع عملية كهربة منتجاتهما في سوق السيارات الكهربائية سريعة النمو في الصين.

كما تتعاون كل من مجموعة « بي إم دبليو» وشركة «فورد موتور» وشركة «هوندا موتور» لتطوير منصة للتكنولوجيا والخدمات تسمى «تشارج سكايب» للمساعدة في دمج السيارات الكهربائية مع شبكة الطاقة، ما يساعد في إدارة استخدام الطاقة بشكل أفضل لنشر المركبات الكهربائية على نطاق واسع، وذلك عبر ربط المرافق الكهربائية وشركات صناعة السيارات وسائقي المركبات الكهربائية من خلال خدمات شحن المركبات الكهربائية وتقاسم الطاقة المُدارة.

ودخلت شركة «فولكس فاغن» وشركة «إكس بنغ» في فبراير شباط العام الحالي في اتفاقية رئيسية بشأن التعاون في النظام الأساسي والبرمجيات، وتركز الاتفاقية الرئيسية على تطوير مركبتين متوسطتي الحجم من ماركة فولكس فاغن، والتي سيتم إطلاقها أولاً بسيارة دفع رباعي، وسيمكن ذلك علامة فولكس فاغن التجارية من توسيع محفظتها الحالية بسرعة، للوصول إلى مجموعة عملاء جديدة في سوق السيارات الكهربائية سريعة النمو في الصين.

كما تجري «فولكس فاغن» محادثات مع شركاء محتملين، بما في ذلك شركة رينو الفرنسية، بشأن التعاون في تطوير سيارتها الكهربائية التي تبلغ قيمتها 20 ألف يورو، وتسعى شركة صناعة السيارات الألمانية لأن تصبح هذه الفئة من المركبات في متناول الجماهير.