تتزايد تحالفات شركات السيارات في السنوات الأخيرة من أجل تصنيع مركبات من شأنها القدرة على المنافسة بشكلٍ أقوى في الأسواق.

كان آخر تلك التحالفات ما أعلنته شركتا نيسان وهوندا اليابانيتان، يوم الجمعة الماضي، من أنهما ستعملان معاً على تطوير سيارات كهربائية وتكنولوجيا ذكاء السيارات، ويبدو أنها محاولة من قبل الشركتين للحاق بشركات منافسة قطعت أشواطاً كبيرة في هذين المجالين.

وظهر الرئيسان التنفيذيان لشركتي نيسان موتور وهوندا موتور معاً في مؤتمر صحفي في طوكيو للإعلان أن ثاني وثالث أكبر صانعي السيارات في اليابان سينظران في إمكانات ونطاق ومجالات التعاون في مجال الكهرباء واستخدام السيارات الذكية، وقال الجانبان حينها إن تفاصيل الاتفاق لا تزال قيد الإعداد.

التحالفات لم تقتصر فيما بين شركات السيارات بعضها بعضاً وحسب، بل أيضاً شملت تحالفات بينها وبين شركات تعمل في قطاعات أخرى مثل التكنولوجيا والاتصالات.

إذ أعلنت شركة إنفيديا العملاقة لصناعة الرقائق الاثنين الماضي، أنها تعمل على توسيع تعاونها مع شركة صناعة السيارات بي واي دي وغيرها من الشركات الصينية التي تتسابق لتقديم جيل جديد من السيارات ذاتية القيادة معزز بالذكاء الاصطناعي يجمع بين تكنولوجيا المعلومات والترفيه.

كل هذه التحالفات أصبحت تثير التساؤل حول مستقبل سوق السيارات وهل سيتجه نحو الاحتكار أم أن هذه الشراكات ستدعم صناعة السيارات وتستفيد بالخبرات المجمعة لشركات السيارات المشاركة.

مزيد من التحالفات

وكان العام الماضي عاماً حافلاً بالتحالفات إذ أطلقت شركة تصنيع السيارات الفرنسية رينو، وشريكتها اليابانية نيسان رسمياً تحالفهما الجديد، في محاولة لإعادة إطلاق شراكة عمرها 24 عاماً شهدت العديد من الاضطرابات.

وفي العام الماضي أيضاً تعاونت شركة أستون مارتن لاغوندا مع لوسيد غروب في مجال تكنولوجيا السيارات الكهربائية، لتوحيد تكنولوجيا شركة صناعة السيارات البريطانية العريقة مع الوافد الجديد للسيارات نسبياً، وكلاهما مدعوم من صندوق الاستثمارات العامة السعودي.

وكانت شركة لوسيد قد افتتحت مصنعها لتجميع السيارات بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية في السعودية في سبتمبر من العام الماضي، ما يعني أن أولى سياراتها المصنعة بالكامل في السعودية قد تبصر النور قريباً.

وفي إطار هذا التعاون قالت الشركتان إن أستون مارتن ستصدر أسهماً جديدة لصالح شركة لوسيد وستقوم بسداد مدفوعات نقدية بقيمة 232 مليون دولار مقابل مكونات مجموعة توليد الطاقة الكهربائية التي تعمل بالبطاريات.

ولعل إحدى أشهر عمليات التعاون الدولي هي تحالف لونيتي (IONITY)، وهو تحالف بين عمالقة السيارات، مجموعة بي إم دابليو، وشركة فورد للسيارات، ومرسيدس بنز، ومجموعة فولكس فاغن بالإضافة إلى أودي وبورش.

ووفقاً لموقع لونيتي الإلكتروني، فإن مهمة العمل الجماعي هي بناء «شبكة شحن عالية الطاقة للسيارات الكهربائية على طول الطرق السريعة الرئيسية في أوروبا».

تحالفات أسماء كبرى في عالم السيارات

شركة فورد للسيارات ومجموعة فولكس فاغن لديهما تحالف يهدف إلى إنشاء سيارة كهربائية بالكامل خلال السنوات القليلة المقبلة باستخدام تقنيات السيارات الكهربائية من فولكس فاغن ومجموعة الأدوات الكهربائية المعيارية.

تتضمن الشراكة أيضاً العمل مع شركة الذكاء الاصطناعي أرجو ايه آي (Argo AI)، التي تركّز بشكل خاص على تكنولوجيا المركبات ذاتية القيادة.

كما اتفقت تويوتا ومازدا على العمل معاً العام الماضي من خلال افتتاح مصنع تصنيع في ألاباما.

وانضمت الشركتان إلى الاتفاقية مع خطة لبناء سيارات الدفع الرباعي بشكل منفصل مع مشاركة أجزاء وموردين معينين.

ووافقت تويوتا أيضاً على شراء حصة قدرها 5 في المئة في مازدا، وذكرت أن الاستثمار سيسمح للشركات ببساطة «بصنع سيارات أفضل».

أيضاً هناك تحالف رينو-نيسان-ميتسوبيشي، الذي كان مشروعاً ناجحاً منذ عام 1999، ويركز على بناء «سيارات نظيفة وبأسعار معقولة وآمنة للجميع».

وتشمل هذه السيارات نيسان ليف، التي تعتبر بشكل عام واحدة من السيارات الكهربائية الأكثر مبيعاً في مختلف أنحاء العالم.

وأحد أبرز الأمثلة عن تلك الشراكات أيضاً، توصل شركة أودي إلى اتفاق شراكة مع شركة السيارات الصينية المملوكة للدولة «سايك موتورز» في أواخر العام الماضي، لتسريع عملية كهربة منتجاتهما في سوق السيارات الكهربائية سريعة النمو في الصين.

تحالفات مع شركات التكنولوجيا

أسست شركتا صناعة السيارات هوندا موتور والإلكترونيات سوني كورب اليابانيتان، شركة جديدة لإنتاج السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة باسم شركة سوني هوندا موبيلتي إنكورب وتعرف اختصاراً بالأحرف (إس.إتش.إم).

كما دخلت شركة شيري الصينية للسيارات في تحالف مع هواوي الصينية لإنتاج سيارة (لوكسيد إس 7) سيدان.

وقبل نحو يومين قالت شركة هواوي الصينية، إن المشكلات التي تعوق طرح السيارة في الأسواق من المقرر حلها بدءاً من الشهر المقبل.

وتلقت سيارة لوكسيد إس7 سيدان، وهي الطراز الأول لعلامة لوكسيد الكهربائية التي تملكها شركة شيري، طلبات بنحو 20 ألف سيارة بدءاً من 28 نوفمبر تشرين الثاني الماضي.