تمتلئ صالة منطقة معارض ومؤتمرات الرياض بعشرات شواحن السيارات الكهربائية تحت أسماء شركات عديدة دخلت إلى السوق في المملكة العربية السعودية في غضون الأعوام القليلة الماضية.. وتعتبر كثرة عدد شركات شحن بطاريات السيارات في السعودية مؤشراً على اهتمام المملكة بالتحول إلى السيارات الكهربائية.
وقال الرئيس العالمي لقطاع المركبات الإلكترونية بشركة PWC، هايكو سيتز في لقاء مع «CNN الاقتصادية» إن التقرير الأخير للشركة يظهر ريادة المملكة العربية لهذا القطاع في المنطقة، إذ ستشهد السنوات العشر المقبلة نمواً في نسبة مبيعات السيارات الكهربائية التي تبلغ اليوم نحو واحد في المئة من مبيعات السيارات في السعودية، وهذا الرقم سيتغير كلياً ليصل إلى 65 في المئة عام 2035، أي بعد عشرة سنوات، وهو حيز زمني ليس بعيداً.
وتحتل المملكة العربية السعودية المركز الأول في سوق تجارة السيارات في الشرق الأوسط، واستوردت نحو 160 ألف سيارة خلال عامي 2022 و2023 ما يجعلها تستحوذ على أكثر من خمسين في المئة من تجارة السيارات في دول مجلس التعاون الخليجي.
أكد -كذلك- سيتز الذي يتخذ من دبي مقراً إقليمياً لأعمال الشركة أن صندوق الاستثمارات السعودية العامة سيضخ 39 مليار دولار أميركي ليس فقط بهدف إنشاء البنى التحتية الخاصة بشحن السيارات ولكن بغرض بناء نظام بيئي متكامل لصناعة للسيارات الكهربائية من الصفر في السعودية.
وأسست المملكة شركة جديدة تحت اسم إيفيك من خلال الشراكة بين صندوق الاستثمارات العامة السعودي وشركة الكهرباء السعودية، تؤول ملكية الشركة بنسبة 75 في المئة لصندوق الاستثمارات بينما تمتلك شركة الكهرباء السعودية نسبة الـ25 في المئة المتبقية.
وتمتلك إيفيك حتى الآن خمس محطات شحن ولكنها تعتزم وصولها إلى 5000 بحلول عام 2030 وتأتي هذه الخطوة في إطار رؤية السعودية 2030.
دخل سوق شواحن السيارات في السعودية العديد من اللاعبين العالميين والمحليين، وبدأت تشارجينغ أريبيا الاستثمار في المحطات الكهربائية في المملكة منذ عامين.
ووقعت الشركة اليوم اتفاقية تعاون مع شركة الفنار لبناء المحطات، وقال الرئيس التنفيذي للشركة محمد المبارك إن «السوق السعودية في حاجة إلى المزيد من المحطات، لأن عدد السيارات ينمو بشكل كبير، وعلى الرغم من وجود نحو 1000 سيارة كهربائية فقط في المملكة العربية السعودية في الوقت الحالي فإنّ هذا الرقم سيزيد بشكل مطّرد».
أما شركة سايتا إي في تشارج فدخلت للسوق السعودية قادمة من دبي قبل نحو عام، وتمتلك اليوم نحو 100 محطة شحن في أنحاء عديدة من المملكة العربية السعودية، وتطمح لوصول عدد محطات الشحن إلى 5000 في غضون بضعة أعوام.
وقال المدير بالشركة التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً لها، روحي تشافيش في لقاء مع CNN الاقتصادية إن «حجم الأعمال يبلغ الآن مليون دولار ولكن السقف عالٍ جداً إذ نستهدف حصة بسوق تتخطى قيمتها خمسة ملايين دولار».
بحسب تقرير PWC ستحتاج المملكة العربية السعودية إلى نحو 160 ألف محطة شحن في غضون 10 أعوام، أما الدولة فقد أصدرت مرسوماً ملكياً ينص أن عدد السيارات الكهربائية في الرياض سيكون 30 في المئة في عام 2030.