في مقابلة حصرية مع «CNN الاقتصادية»، تحدث كايس هوفينغ، الرئيس التنفيذي لـ«دويتشه بنك» في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، عن توقعاته للاقتصادات الإقليمية والفرص الاستثمارية.
تنويع الاقتصادات والقطاعات الواعدة
التحول من الاعتماد على النفط والغاز يتسارع، إذ يرى هوفينغ أن قطاعات متنوعة مثل العقارات، والترفيه، والتجزئة، والصناعة الخفيفة والرعاية الصحية والتعدين، تُعدُّ فرصاً واعدة لمنطقة الخليج، ولفت هوفينغ الانتباه إلى أداء ممتاز للاقتصاد السعودي وتوقعاته المشرقة في إطار رؤية 2030، مضيفاً أن أسعار النفط تساعد المملكة على الاستثمار، بالإضافة إلى الاستثمارات الأجنبية المباشرة الداخلة إلى السعودية، والمتوقع أن تزداد.
وتابع «نرى نمواً اقتصادياً وتنويعاً في السنوات الخمس إلى العشر القادمة، كما هو الحال في رؤية 2030».
التحديات المصرية والحاجة إلى الاستقرار
فيما يتعلق بمصر، قال هوفينغ إن مصر تواجه العاصفة المثالية من حيث انخفاض الموارد من العملات الأجنبية وارتفاع الواردات وارتفاع التضخم ونقص العملات الأجنبية، وأضاف أن الاقتصاد المصري يحتاج -بمساعدة خارجية من صندوق النقد الدولي- إلى تحقيق الاستقرار، وتقليل الاعتماد على العملات الأجنبية، وجعل النمو الاقتصادي في البلاد يسير على قدم وساق وخلق تطورات اقتصادية تخلق أيضاً نمواً للعملات الأجنبية لسداد الواردات.
وأكد هوفينغ أن «الحكومة المصرية جادة جداً بشأن هذا الأمر، ولكن من الواضح أن التضخم لا يساعد، وهي دولة كبيرة تواجهها الكثير من التحديات، أعتقد أننا بحاجة إلى منحهم الوقت للتعامل مع هذا الأمر وترتيب أوضاعهم المالية».
إفريقيا.. تنويع الاقتصادات ودعم الدول المستقرة
أوضح هوفينغ أهمية تنويع اقتصادات إفريقيا وزيادة الصناعة الخفيفة لإضافة قيمة للمواد الخام، كما قال هوفينغ إن النمو الاقتصادي في القارة، مرتبط بالاستمرار في تحقيق التنويع وتطوير الاستثمارات، مشيراً إلى ضرورة دعم الدول الإفريقية المستقرة ديمقراطياً وتعزيز الاستثمارات فيها.
التمويل المناخي والطاقة الخضراء
يشدد هوفينغ على أهمية التمويل المناخي في المنطقة، مع التركيز على الفرص الواسعة في مجال الهيدروجين، كما يرى أن دول الخليج تلتزم بشكل جاد بتعزيز الطاقة الخضراء.
وتابع «أعتقد أن ما رأيته حتى الآن أنهم جادون حقاً، وقد فعلوا الكثير بالفعل في معظم المشاريع الجديدة التي يطورونها في قطاع العقارات، وكذلك التصنيع، يدرجون الطاقة المتجددة، مع مرور الوقت ستكون نسبة الطاقة المتجددة في دول الخليج مرتفعة للغاية».
الاكتتابات العامة في الخليج
قال هوفينغ إن التنويع الاقتصادي بعيداً عن النفط والغاز في منطقة الخليج أدى إلى تسييل بعض أصول الحكومة، وبالتالي جلبها إلى سوق الأوراق المالية، مضيفاً أن هناك بعض الأمثلة الناجحة جداً على ذلك في الإمارات والسعودية، ومع ارتفاع أسعار الفائدة الحالية، ومع وجود صراعات جيوسياسية، يعترف هوفينغ أن النشاط سوف يتباطأ قليلاً.
لكنه أضاف قائلاً «إنه لا يزال من الممكن القيام بصفقات، أعتقد أنه بالنسبة للعام المقبل 2024، فإننا نرى استمرار نشاط الاكتتابات، على الرغم من أنه قد يكون بوتيرة أبطأ».