تنظيم الأصول الرقمية والعملات المشفرة وتحويل رأس المال إلى الاقتصادات الناشئة، وبروز الإمارات مركزاً مالياً عالمياً، كلها مواضيع طُرِحت للنقاش خلال أسبوع أبوظبي المالي بحضور أسماء عالمية مثل جيمي ديمون وراي داليو، فحضرت هذا الحدث شركات مالية عالمية من مختلف القطاعات تدير مجتمعة ما يزيد على 30 تريليون دولار من الأصول، أي ما يمثّل 22 في المئة من الاقتصاد العالمي

انطلق أسبوع أبوظبي المالي في دورته الثانية تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ورئيس المجلس التنفيذي، وعقد سوق أبوظبي العالمي، وهو المركز المالي الدولي للعاصمة الإماراتية فعاليات هذا الحدث الاقتصادي العالمي الذي جرى في الفترة من 27 حتى 30 من نوفمبر 2023

وخلال الحدث، أعلن سوق أبوظبي العالمي أن 14 مؤسسة مالية كبرى تدير مجتمعة أصولاً تبلغ قيمتها 452 مليار دولار أميركي، أكدت تأسيس عمليات جديدة لها في سوق أبوظبي العالمي.

وقد عكست هذه الإعلانات التي تزامنت مع الدورة الثانية من أسبوع أبوظبي المالي، الثقة المتزايدة في النظام المالي والاقتصادي القائم بإمارة أبوظبي، أيضاً أكد جمعة الهاملي مسؤول شؤون الاتصالات والإعلام في سوق أبوظبي العالمي لـ«CNN الاقتصادية»، أن السر وراء جذب العاصمة الإماراتية المستثمرين والشركات الناشئة هو وجود القوانين التشريعية المرنة التي تنظّم العمليات، فضلاً عن الاقتصاد الكلي لإمارة أبوظبي الذي يلعب دوراً تحفيزياً في زيادة الثقة لدى رجال الأعمال والمستثمرين.

وبعد مرور عام على إطلاق مفهوم اقتصاد الصقر في أبوظبي، تؤكد مثل هذه الإعلانات الدور الاستراتيجي لسوق أبوظبي العالمي ومساهماته في تحقيق النمو الذي تشهده الإمارة وصعودها كقوة مالية عالمية، كما ركّز أسبوع أبوظبي المالي على عدة جوانب اقتصادية وتمويلية بما في ذلك العوامل المؤثرة في تدفقات رأس المال والأنظمة النقدية، والخدمات والمرافق الناتجة، والقطاعات الصناعية والاجتماعية التي تؤثّر في النظام المالي العالمي، كما سعى بشكلٍ جماعي إلى التعاون على تعظيم الفرص، وتقليل التحديات القائمة في هذه الحقبة الانتقالية.

مفهوم «اقتصاد الصقر»

يرمز «اقتصاد الصقر» إلى قصة الصعود الاقتصادي لدولة الإمارات، ويقود رحلة الإمارة إلى المرحلة المقبلة من التنويع الاقتصادي وتعزيز التحوُّل إلى اقتصاد ذكي ودائري يشمل الشرائح كافة.

أطلق مفهوم «اقتصاد الصقر» خلال أعمال النسخة الأولى من أسبوع أبوظبي المالي، الذي استضافه سوق أبوظبي العالمي عام 2022، ويقود اقتصاد الصقر رحلة تحول إمارة أبوظبي إلى اقتصاد ذكي، وتعزيز جهودها من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدام.

وتعليقاً على مفهوم «اقتصاد الصقر» الذي أطلقته أبوظبي منذ عام، قال راي داليو، مؤسس شركة «بريدج ووتر أسوشيتس، «نتحدث اليوم عن كيفية تغير النظام العالمي، وكيف أصبحت أبوظبي ومنطقة مجلس التعاون الخليجي بأكملها دولاً نهضوية».

ليؤكد كلامه آلان هوارد، المؤسس المشارك لشركة بريفان هوارد لإدارة الأصول، قائلاً «إن أطر التنظيم القوية في أبوظبي وسيادة القانون والضرائب المواتية، تمثّل كلها عوامل جذب للشركات المالية التي تنتقل إلى عاصمة دولة الإمارات.. ومن هذا المكان، يمكنك أن تشهد بدء عمل بنك اليابان مع بداية اليوم ومع نهاية اليوم تواكب بدء عمل البنك الاحتياطي الفيدرالي، وما أن يأتي المزيد من صناديق التحوط الكبرى إلى هنا، فإن ذلك سيحفّز البنوك على إرسال أفضل ما لديها من موظفين».

إعلانات أسبوع أبوظبي المالي

ومن ضمن العمليات التي تعكس أهداف أسبوع أبوظبي المالي، أكد بنك «جي بي مورغان» أكبر بنك في العالم، التزامه تجاه العاصمة بتوسعة نطاق ترخيصه، ليشمل تشغيل أعماله في مجال الدفع والخدمات المصرفية.

وفي هذا السياق، قال جيمي ديمون، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان «إن إصرار إمارة أبوظبي على المضي قدماً في برامجها، سواء كانت اقتصادية أو مالية أو اجتماعية، أمرٌ مثير للإعجاب. هذه ليست تغييرات سهلة، ولكن هناك تقدماً واضحاً على الجهات كافة نحو الهدف المتمثل في إنشاء مجتمع آمن واقتصاد الصقر الديناميكي»، وأوضح قائلاً «لقد واصلنا هذا العام توسيع فريق عملنا وقدمنا طلباً لتحويل الترخيص الخاص بنا إلى ترخيص من الفئة الأولى، ما يجعل مكتبنا في سوق أبوظبي العالمي مؤسسة مصرفية متكاملة، ويدل على نيتنا والتزامنا بالاستفادة القصوى من الفرص المتوفرة لنا».

أيضاً أعلنت روتشيلد وشركاه أكبر مجموعة خدمات مالية مستقلة في العالم، توسيع حضورها القوي الممتد منذ عقدين في أنحاء دولة الإمارات كافة بموجب ترخيص صادر عن سوق أبوظبي العالمي، والذي مُنِح حديثاً في إطار استراتيجية المجموعة للتوسع، وتأكيد التزامها تجاه المنطقة، كما أعلن البنك الدولي تجديد حضوره طويل الأمد في المركز المالي.