«إرث من الأزمات سنورثها للأجيال الصاعدة.. وما نحتاج إليه حقاً هو النمو الشامل الذي يحترم كوكبنا» هذا ما قاله محمد العريان الخبير الاقتصادي الدولي ورئيس كلية كوينز في جامعة كامبريدج في مقابلة خاصة للـCNN الاقتصادية مفصلاً هذه الأزمات بأزمة المناخ، وعجز النمو، ومشكلات الديون، وعدم المساواة.

جاء ذلك على هامش المؤتمر الدولي الثالث للنشر العربي والصناعات الابداعية الذي عقد في 28 أبريل نيسان في العاصمة الإماراتية وبتنظيم من مركز أبوظبي لللغة العربية، حيث شارك العريان في جلسة بعنوان «استشراف آفاق النمو: دور الصناعات الثقافية والابداعية في دعم الاقتصاد».

العريان أوضح أن تغيير الموقف الحالي الممتلئ بالأزمات يأتي عبر الابتكار وتحفيز الإنتاجية، داعياً الشباب العربي للتحلي بالمرونة والذهن المنفتح والتأقلم السريع مع المتغيرات.

تحولات العولمة.. وأدوات النمو

أزمات عدة يشهدها الاقتصاد العالمي من أزمات المناخ والعجز في النمو وعدم المساواة ومشكلات الديون برأي العريان.

وأضاف الخبير الاقتصادي أن العولمة تواجه اليوم مخاطر التشرذم والنقص في التعاون الدولي وتحديات لتحقيق النمو والمساواة، ووصف العريان هذه المرحلة باللحظة الحرجة من التاريخ التي تستدعي تضافر الجهود لتحقيق التكامل، مؤكداً ضرورة الإفادة من الفرص الواعدة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في تعزيزه دور الابتكار والإنتاجية لتحفيز النمو. ووصف العريان أدوات الذكاء الاصطناعي هذه بـ«أدوات الأغراض العامة» التي تخلق إنتاجية معززة.

لا يمكن التنبؤ بخطوات الاحتياطي الفيدرالي بسبب المنعطفات في قراراته.. وأتمنى خفض أسعار الفائدة مرتين هذا العام بدءاً من يوليو 2024.

منعطفات الفيدرالي.. والقرار صعب

يواجه الاحتياطي الفيدرالي قرارات صعبة فيما يتعلق بسياسته المالية، وأوضح العريان أن البنك المركزي الأميركي اتخذ العديد من الإجراءات لمواجهة التضخم العنيد والتباطؤ الاقتصادي، داعياً الى أهمية التفكير في المستقبل بخفض أسعار الفائدة مرتين بدءاً من يوليو حزيران 2024.

وعن مستقبل الاقتصاد الأميركي، يرى العريان أن الاحتمالات تشير إلى تباطؤ معتدل مع استقرار التضخم، لكن هناك فرصة لتحفيز النمو إذا تم تنفيذ السياسات المناسبة.

ورهن العريان توجه مستقبل الاقتصاد الأميركي بثلاثة معايير أساسية، أولها قرارات الفيدرالي، ثم قدرة المستهلكين ذوي الدخل المنخفض على الاستمرار في الشراء، وصولاً إلى التوازن بين الابتكار، وضرورات زيادة الإنتاجية، والتحديات الجيوسياسية العالمية التي وصفها بالصعبة للغاية.

التوترات بين أميركا والصين جيوساسية والمطلوب منح أولوية للاقتصاد على الأمن القومي والمرونة والتنويع في سلاسل الإمداد.

الأولوية لمن؟

وصف العريان التوترات بين الصين وأميركا بالمترابطة وبأنها توترات جيوسياسية تتعلق بالأمن القومي، وقال الخبير الاقتصادي إن هذه التوترات ليست إلا انعكاساً للعالم الذي نعيش فيه والذي يولي أهمية قصوى للأمن القومي متناسياً أهمية الاقتصاد، مشيراً إلى أن الشركات والحكومات تتكيف من خلال مرونة سلاسل التوريد وتنويعها.