يواصل البنك الإسلامي للتنمية تعزيز جهود التنمية المستدامة وتمويل المشروعات التنموية في الدول الأعضاء رغم الأزمات المالية العالمية وزيادة التوترات السياسية في المنطقة، معتمداً على الصكوك كإحدى أبرز وسائل التمويل.

وكشف رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور محمد الجاسر في حديثه لـCNN الاقتصادية عن نهج البنك في التمويل والمشاريع التي يدعمها، مسلطاً الضوء على الدور الريادي الذي يلعبه البنك في إصدار الصكوك ومشاريعه الهادفة إلى تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.

يعتمد البنك الإسلامي للتنمية على مصدرين أساسيين للتمويل: رأس المال المساهم من الدول الأعضاء، والاقتراض عبر الصكوك، التي تعتبر من أبرز الأدوات التمويلية التي يتبناها البنك.

وأوضح الجاسر أن البنك أصدر على مدى الأعوام العشرين الماضية ما يزيد على أربعين مليار دولار من الصكوك، مضيفاً أن البنك يتمتع بتصنيف «AAA» -التصنيف الأعلى الذي تمنحه وكالات التصنيف الائتماني- ما يجعله المؤسسة المالية الوحيدة في العالم الإسلامي الحاصلة على هذا التصنيف.

وأشار الجاسر لـCNN الاقتصادية إلى أن التزام البنك بتوفير تمويل منخفض التكاليف للأعضاء هو من أولويات البنك، لذا يحدد إصدارات الصكوك بعناية بالغة، مع الأخذ في الاعتبار ظروف السوق للحصول على أفضل تسعيرة، ففي آخر إصدار له، جمع البنك 1.25 مليار دولار، ويخطط هذا العام لإصدار صكوك قد تصل قيمتها إلى 6 مليارات دولار، موجهة بالكامل لتمويل مشاريع تنموية في دول الأعضاء.

في هذا السياق، يبرز مفهوم الاستدامة كأحد المحاور الأساسية التي يعتمد عليها البنك في تمويل مشاريعه التنموية.

وأكد الجاسر أن البنك الإسلامي للتنمية يُلزم المشاريع المدعومة بتحقيق معايير استدامة صارمة، بما يضمن تقليل الانبعاثات وتحقيق الأثر الإيجابي على البيئة والمجتمعات المحلية.

وأوضح الجاسر لـCNN الاقتصادية أن من بين المشاريع التي يدعمها البنك، تمويل السدود الكهرومائية في عدد من الدول الأعضاء، بما في ذلك مشاريع في باكستان وطاجيكستان.

وأضاف رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية «نحن ندعم إنشاء محطات كهرباء تعتمد على مصادر طاقة متجددة، مثل السدود التي تستخدم مساقط المياه لإنتاج طاقة نظيفة دون انبعاثات، ما يسهم في توفير كهرباء مستدامة ويوفر في الوقت ذاته المياه للمناطق الزراعية المهمة، ما يعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية».

وأشار أيضاً إلى أن مشاريع مثل السدود الكهرومائية في طاجيكستان تعود بفوائد، ليس فقط على الدولة المضيفة، بل تمتد إلى الدول المجاورة في وسط آسيا، ما يسهم في تعزيز التعاون الإقليمي ويسهم في تحقيق التنمية الشاملة في المنطقة.

ختاماً، أكد الجاسر أن البنك الإسلامي للتنمية سيواصل التزامه بتقديم التمويل الميسر لدعم المشاريع التنموية في الدول الأعضاء، مع التركيز على تحقيق الاستدامة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في آن واحد.