فاز نيكوسور دان المرشح الرئاسي الروماني المؤيد للاتحاد الأوروبي في الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس الأحد، متغلباً على منافسه القومي المتطرف.
بعد فرز جميع الأصوات، حصد المرشح الوسطي ما يقرب من 54 في المئة من الأصوات، متفوقاً بفارق واضح على المرشح اليميني المتشدد، جورج سيميون، المؤيد للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
بدا سيميون، الذي يعارض تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا وينتقد الاتحاد الأوروبي، في طريقه للفوز في الانتخابات بعد تفوقه الواضح في الجولة الأولى في 4 مايو، إلّا أن شعبية دان تحسنت بعد مناظرة تلفزيونية مع سيميون.
في أثناء مخاطبته حشداً من مؤيديه المبتهجين، أمس الأحد، قال دان إن التصويت أثبت «القوة الهائلة للمجتمع الروماني»، وفقاً لرويترز، وأضاف «في انتخابات اليوم فاز الرومانيون الذين يريدون إحداث تغيير جذري في رومانيا»، لكنه حثّ أنصاره على «التحلي بالصبر»، قائلاً إن «فترة صعبة تنتظرنا، لكنها ضرورية لتحقيق التوازن الاقتصادي في هذا البلد، وبناء أسس مجتمع سليم».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
على الرغم من وصفه نفسه بـ«الرئيس الجديد» أقرّ سيميون بالهزيمة في فيديو نُشر على منصة X مساء الأحد، لكنه تعهد بمواصلة النضال إلى جانب «الوطنيين والمحافظين حول العالم».
قال سيميون «كان شرفاً لي أن أمثل حركتنا في هذه المعركة، لقد خسرنا هذه المعركة لكننا لم نخسر حربنا ولن نخسرها أبداً».
تأتي هذه الانتخابات بعد خمسة أشهر من إلغاء نتيجة التصويت الأصلي بسبب مزاعم حول تدخل روسي.
شهد التصويت الملغي حضور قوي لكالين جورجيسكو، المنتمي إلى اليمين المتطرف، لكنه مُنع لاحقاً من المشاركة في إعادة الانتخابات بعد اتهامه بجرائم مختلفة، بما في ذلك تأسيس جماعة فاشية.
أدلى أكثر من 10 ملايين روماني بأصواتهم في انتخابات أمس الأحد، التي اعتُبرت على نطاق واسع خياراً بين الشرق والغرب، واختباراً حاسماً لصعود القومية على غرار ترامب في أوروبا.
دان، الذي يشغل حالياً منصب عمدة العاصمة بوخارست، مؤيد قوي لعضوية رومانيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقد تعهد بمواصلة تقديم المساعدات لأوكرانيا، التي يعتبرها أساسية لأمن رومانيا في مواجهة التهديد الروسي، كما وعد بمكافحة الفساد.
على الجانب الأخر يحظى سيميون بدعم الجالية الرومانية في الخارج، وهي من أكبر الجاليات في العالم.
وقد صوّت نحو 60 في المئة من الجالية لسيميون في الجولة الأولى، لذلك أمضى وقتاً طويلاً خارج رومانيا، متنقلاً بين النمسا وإيطاليا وبولندا وبلجيكا وفرنسا والمملكة المتحدة، في محاولة لكسب أصوات الناخبين في الخارج.
وهنّأ عدد من القادة الأوروبيين دان على فوزه، بمن فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس البولندي دونالد توسك، ورئيسة وزراء مولدوفا مايا ساندو.
وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ«الفوز التاريخي» الذي حققه دان، ودور رومانيا كشريك موثوق لأوكرانيا.
أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين عن حرصها على العمل مع دان «القائد الجديد للبلاد».
وقالت فون دير لاين على منصة X «لقد اختار الشعب الروماني رومانيا منفتحة ومزدهرة في أوروبا قوية، فلنعمل معاً على تحقيق هذا الوعد».
وفي وقتٍ سابق من أمس الأحد، صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الرومانية، أندريه تارنيا، بأن «علامات التدخل الروسي» واضحة في الانتخابات، بينما ردّت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بالتشكيك في نزاهة الانتخابات.