بدأت الجمعيات والمؤسسات أعضاء التحالف الوطني للعمل الأهلي، يوم الأربعاء، اعتصاماً مفتوحاً أمام معبر رفح، للمطالبة بفتح المعبر والسماح بمرور المؤن الغذائية والدوائية لقطاع غزة الذي يشهد وضعاً إنسانياً شديد الخطورة بسبب الهجمات الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الجاري.

واستقبلت مصر منذ الخميس الماضي آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية من قِبل مجموعة من الدول من بينها الأردن وتركيا وقطر والإمارات، بالإضافة إلى معدات طبية من منظمة الصحة العالمية تغطي احتياجات 300 ألف شخص في قطاع غزة؛ لكن المساعدات تتكدس على الجانب المصري من معبر رفح؛ إذ جعل القصف الإسرائيلي العبور إلى الجانب الفلسطيني للمعبر أمراً غير ممكن.

فتح معبر رفح

وقالت هبة راشد من مؤسسة (مرسال) للأعمال الخيرية، إن الهدف الرئيسي من الاعتصام هو فتح معبر رفح، والسماح بعبور نحو 106 شاحنات تحمل أطناناً من المساعدات الإنسانية لسكان غزة.

وحذَّرت راشد من أن التعنت الإسرائيلي في فتح المعبر يهدد بانتهاء صلاحية الأدوية المرسلة لسكان القطاع.

وأدى متطوعون ينتظرون على الجانب المصري من معبر رفح صلاة الغائب على أرواح قتلى انفجار مستشفى المعمداني في غزة، وكان معظمهم يرتدون ملابس سوداء.

وقال محسن سرحان الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري، إنه لا تراجع عن الاستمرار في الاعتصام حتى يتم وقف إطلاق النار، والسماح بإدخال المساعدات العاجلة لنجدة الشعب الفلسطيني في غزة.

وأضاف في بيان، أن كل الموجودين الآن أمام المعبر في حالة اصطفاف دائم حتى تصل المساعدات إلى غزة.

الإضراب عن الطعام

أشار رئيس بنك الطعام المصري إلى أنه من الوارد استمرار التصعيد من جانب المرابطين أمام المعبر، وإن وصل الأمر لحد الإضراب عن الطعام، حتى يُسمح لبنك الطعام وكافة الجهات التابعة للتحالف الوطني بسرعة إيصال المساعدات العاجلة للفلسطينيين، وإدخال الغذاء والدواء ومواد الإغاثة.

جهز بنك الطعام قافلة شاملة من خمسين ألف كرتونة مواد غذائية ضمن جهود الإغاثة العاجلة للأشقاء الفلسطينيين.

طوفان الأقصى

كانت إسرائيل فرضت الحصار الكامل على غزة في أعقاب عملية طوفان الأقصى المباغتة التي نفّذتها حركة حماس الأسبوع الماضي، ومع نفاد آخر كميات المياه والوقود من القطاع بدأت الأصوات والتحذيرات الدولية تعلو للمطالبة بفتح المعبر.

وقال برنامج الأغذية العالمي إن مخزوناته في غزة قاربت على النفاد، مشيراً إلى أنهم قاموا بتخزين إمدادات في العريش لإرسالها إلى غزة عبر رفح.

وأوضح أن تلك القوافل تحمل مؤناً غذائية، ومياهاً، فضلاً عن مساعدات طبية وإسعافية ومواد تتعلق بالدعم الطبي للمستشفيات في غزة.

وتقول السلطات في غزة إن أكثر من 2800 شخص قُتلوا في الهجمات الإسرائيلية منذ السابع من الشهر الجاري، ربعهم تقريباً من الأطفال، وإن ما يزيد على عشرة آلاف مصاب يتلقون العلاج في المستشفيات التي تعاني من نقص شديد في الإمدادات.

وتقول مصر إن معبر رفح لم يغلق بشكل رسمي لكن من غير الممكن المرور عبره بسبب الضربات الجوية الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني.

وكان من المفترض أن يفتح معبر رفح أبوابه في التاسعة من صباح الاثنين بالتوقيت المحلي، وهو ما لم يحدث حتى الآن.

ويعاني سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من انقطاع الكهرباء، الأمر الذي يضع الخدمات الطبية وإمدادات المياه على حافة الانهيار، فيما ينفد الوقود الضروري لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات ونزح مئات الآلاف من السكان.

وحذَّر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط أن الأمر قد يحتمل «الأربع والعشرين ساعة المقبلة»، بعد ذلك ستكون كارثة حقيقية، لا وقود؛ وبالتالي لا كهرباء ولا مياه لعموم سكان غزة، وبالأخص للمستشفيات والمؤسسات الصحية.

وقال ريتشارد برينان في تصريحات إعلامية يوم الثلاثاء «لدينا مساعدات في جنوب رفح، وننتظر السماح بالدخول إلى غزة».

وأضاف أن هناك خطراً من تفشي الأمراض، وأن المخاوف تتزايد بشأن 350 ألف شخص في غزة يعانون من أمراض مزمنة، مثل مرض السكري، ويكافحون أيضاً من أجل الحصول على الرعاية الصحية.