نقص الشاي.. أزمة تلوح في الأفق وتزعج البريطانيين
في أعقاب أزمة البحر الأحمر، انتشرت حالة من القلق حول نقص الشاي في المملكة المتحدة، ما أثار مخاوف بشأن توافر السلع الأساسية الأخرى، في ضوء الحصار المستمر لمضيق باب المندب، وهو ممر بحري في التجارة العالمية.تشير تقارير الخبراء إلى أن عنق الزجاجة في المضيق أدى إلى تعطيل ممرات الشحن بشدة، ما أعاق نقل البضائع، بما في ذلك الشاي، من الموردين الرئيسيين إلى المملكة المتحدة.وقد يكون تأثير هذا الاضطراب وخيماً، إذ تعتمد المملكة المتحدة بشكل كبير على الشاي المستورد لتلبية الطلب على المشروب الشهير.
بين الشاي وأزمة البحر الأحمر
ويستهدف الحوثيون في اليمن السفن في جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب في هجمات تقول الجماعة إنها تهدف إلى دعم الفلسطينيين في ظل الحرب في غزة.وعطلت الهجمات تدفقات التجارة العالمية، إذ قالت شركات الشحن والنفط إنها ستتجنب قناة السويس، ما يزيد من تكاليف الشحن ويجعل الرحلات أطول حيث تختار السفن الإبحار حول القارة الإفريقية بدلاً من ذلك.ويمر أكثر من 10 في المئة من التجارة العالمية عبر البحر الأحمر كل عام، حيث تعبر اثنين من الممرات المائية العشرة الأكثر استراتيجية في العالم، وهما باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر وقناة السويس المصرية في الشمال، وفقاً للمركز العربي بواشنطن العاصمة.ومع تعرض هذا الشريان التجاري الحيوي للخطر، تتزايد المخاوف بشأن العواقب المحتملة على مستهلكي الشاي البريطانيين، الذين بلغت قيمة صادراتهم نحو 285 مليون جنيه إسترليني في عام 2022، وفقاً لمنصة البيانات «ستاتيستا».وأعلن اثنان من أكبر موردي الشاي في المملكة المتحدة؛ شاي تتلي ويوركشاير، أنهما يراقبان سلاسل التوريد الخاصة بهما عن كثب تحسباً لأي اضطرابات محتملة.وفي الوقت نفسه، أبلغ العملاء عن انخفاض مخزون الشاي في محلات السوبر ماركت في جميع أنحاء المملكة المتحدة.ويستهلك البريطانيون نحو 100 مليون كوب من الشاي يومياً، وفقاً لجمعية الشاي والمنقوعات في المملكة المتحدة.وبالتالي، فإن انقطاع الشحن الناجم عن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، الذي يمر عبره ما يقدر بنحو 12 في المئة من التجارة العالمية كل عام، أثار مخاوف من نقص الشاي على المستوى الوطني.وتستورد المملكة المتحدة في المقام الأول الشاي غير المعالج من دول جنوب آسيا وشرق إفريقيا، وبعدها تتم تعبئة هذا الشاي ومزجه داخل المملكة المتحدة للأسواق المحلية وأسواق التصدير.وتستورد نحو 10 بالمئة فقط من الشاي المعبأ المباع في المملكة المتحدة.وبعيداً عن عالم الشاي، تتزايد المخاوف بشأن التداعيات الأوسع لأزمة البحر الأحمر على السلع الأساسية الأخرى.ويعد مضيق باب المندب بمثابة بوابة حاسمة لنقل البضائع التي تتراوح من النفط والغاز إلى المنتجات الزراعية.وأي انقطاع طويل الأمد في هذا الطريق البحري الحيوي يمكن أن يؤثر على سلاسل التوريد العالمية، ما يؤدي إلى نقص وارتفاع الأسعار في مختلف القطاعات.ويحذر الخبراء من أنه على الرغم من أن التركيز قد يكون على نقص الشاي في المملكة المتحدة، فإن تأثير أزمة البحر الأحمر قد يمتد إلى ما هو أبعد من الحدود البريطانية.
سنة