شهر رمضان يتميز بطقوس دينية خاصة عند المسلمين في جميع أنحاء العالم، لكن هذا الشهر له تأثير اجتماعي واقتصادي كبير، يبدو واضحاً في قطاع الأغذية الرابح الأكبر في شهر الصوم.
ويتبع المسلمون نمطاً مختلفاً لساعات العمل في شهر رمضان ويتجمعون حول موائد وجبتي الإفطار والسحور.
ورمضان مثل باقي المواسم الدينية في جميع أنحاء العالم كعيد الميلاد، يتم تسويقه تجارياً بشكل كبير؛ وبالتالي فهو فرصة ذهبية لتسويق المنتجات، وفقاً لتقرير شركة الاستشارات «إتش إل بي» الدولية.
وتختلف ساعات الصيام من بلد إلى آخر، وذلك حسب خط العرض الذي يقع فيه البلد.
قطاع الأغذية في رمضان
دائماً ما يرتبط شهر رمضان بالطعام، حيث يقوم تجّار تجزئة المواد الغذائية بتخزين المنتجات قبل شهر على الأقل؛ استعداداً للطلب الزائد، فتقوم محلات السوبر ماركت والهايبر ماركت بمد ساعات العمل حتى منتصف الليل، وتميل إلى تقديم عروض ترويجية وعروض خاصة بشهر رمضان.
وليس من قبيل المصادفة أن الإعلانات على الأطعمة والمشروبات تتزايد بشكل كبير خلال شهر رمضان، وعلى الرغم من أن شهر رمضان هو شهر الصوم فإن استهلاك الطعام خلال فترة الإفطار إلى «السحور» يتجاوز نمط الاستهلاك الطبيعي.
وترتفع فواتير الطعام بنسبة 50 – 100 في المئة خلال شهر رمضان، ليس فقط، بل تشير التقارير إلى أن 83 في المئة من الأسر تغيّر عاداتها الاستهلاكية الغذائية خلال شهر رمضان.
وتشير التقديرات إلى أن استهلاك الغذاء في شهر رمضان يشكل 15% من الإنفاق السنوي على الغذاء.
ومن أكثر السلع استهلاكاً في شهر رمضان التمر والمكسرات والمكسرات المجففة ومنتجات الألبان.
كما يرتفع استهلاك الخبز والدجاج والفواكه المجففة بنسبة 63 في المئة و66.5 في المئة و25 في المئة على التوالي خلال شهر رمضان، مقارنةً بأشهر العام الأخرى.
منتجات الألبان، مثل الزبادي واللبنة، تأتي من بين أعلى المبيعات، وعادةً ما تستعد شركات الألبان لشهر رمضان بعروض مختلفة ومنتجات خاصة لهذا الشهر فقط، يتناول المسلمون منتجات الألبان بعد السحور لتحسين عملية الهضم، ولتجنُّب الشعور بالعطش في اليوم التالي.
ويميل الناس إلى المبالغة في مستويات استهلاكهم الغذائي خلال شهر رمضان، وفي هذا الصدد، يُذكر أن 60 في المئة من الطعام في مصر يذهب هدراً خلال شهر رمضان.
كما تشهد شركات البيع بالتجزئة والضيافة زيادة حادة في المبيعات، ففي دول مثل الإمارات العربية المتحدة ومصر، تظل غالبية المطاعم والمقاهي مفتوحة حتى منتصف الليل لتناول وجبة السحور.
وأفادت تقارير بأن 46 في المئة يفضلون تناول وجبة الإفطار مرة واحدة على الأقل في الأسبوع بالخارج، و26 في المئة يطلبون توصيل الطلبات خاصة في النصف الثاني من الشهر الكريم، و78 في المئة يخططون لتناول السحور في المقاهي.
وإذا كان رجال الأعمال والمستثمرون المتعاونون مع الشرق الأوسط ينظرون إلى شهر رمضان على أنه وقت الحذر والإنتاجية الأقل، فإنهم ينظرون إليه أيضاً على أنه وقت الفرص، خاصة بالنسبة للصناعات المرتبطة بالأغذية وتجارة التجزئة والضيافة.
عدد ساعات الصيام في رمضان
ويفترض أن يبدأ شهر رمضان مساء يوم الأحد، على أن يكون أول يوم صيام يوم الاثنين 11 مارس آذار.
ويعتمد الشهر الكريم على التقويم القمري الإسلامي، وهو أقصر بـ11 يوماً من السنة الشمسية، ولذلك تتغير بدايته بالتبكير كل عام، وفي حين أن عدد أيام شهر رمضان متساوية لدى جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم، فإن طول الصيام اليومي ليس كذلك.
وهذا يعني أن أولئك الذين يعيشون في أقصى الشمال عليهم أن يصوموا لفترة أطول بكثير من نظرائهم الذين يعيشون بالقرب من خط الاستواء، أو حتى أولئك الذين يعيشون في نصف الكرة الجنوبي، والذي يميل حالياً بعيداً عن الشمس.
ووفقاً لبيانات موقع «إسلاميك فيندر» نجد أن المسلمين الذين يصومون شهر رمضان في أوسلو سيتعيّن عليهم نظرياً القيام بالصيام لمدة 15 ساعة و15 دقيقة، بينما سيحتاج أولئك الذين يعيشون في جاكرتا بإندونيسيا إلى الصيام لمدة 13 ساعة تقريباً و13 دقيقة.
مع تحرك مواعيد شهر رمضان، يمكن أن يكون هناك اختلاف كبير في مدة الصيام حسب السنة. وعلى سبيل المثال في عام 2013، حل شهر رمضان خلال ذروة الصيف في نصف الكرة الشمالي، حيث استمر الليل ثلاث ساعات فقط في دول مثل النرويج وهذا يعني أن الناس هناك صامت لمدة تصل إلى 20 ساعة.