أقرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة يوم الثلاثين من مايو أيار من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للبطاطس، بسبب مساهمتها في القضاء على المجاعات. ومع وجود أكثر من 5 آلاف نوع مختلف، وسوق يُتوقع أن تبلغ 118 مليار دولار بحلول 2028، أصبحت البطاطس معلماً قوياً للأمن الغذائي.

من جبال الأنديز، انتشرت جذور البطاطس ولُقبت بزهرة الحضارة الهندية القديمة، ثم جُلبت إلى أوروبا في القرن السادس عشر، لتشعل الثورة الصناعية، وانتقلت إلى الصين لتخفف من حدة المجاعة في عهد أسرة تشينغ.

وفي الحرب العالمية الثانية والصراعات اللاحقة، وفّرت البطاطس خاصة مع قدرتها على الصمود، الأمن الغذائي للشعوب، إذ لسلالاتها المتنوعة قدرة على مكافحة الآفات والأمراض وتأثيرات تغيّر المناخ، وتوجيه الممارسات الزراعية المستدامة، وفقاً لما أوردته الفاو.

وبهذا الإعلان، فإن الفاو تبدد المخاوف التي زعمها بعض العلماء جراء إمكانية تأثر محاصيل البطاطس بالجفاف أو موجات الصقيع المفاجئة.

سوق البطاطس العالمية

تسير سوق البطاطس العالمية على نهج سليم نحو التوسع، ويتوقع نموها بمعدل سنوي مركب يبلغ 3.47 في المئة في الفترة من 2023 إلى 2028، وفقاً لبيانات 360 ماركت آبديتس، التي رجّحت أيضاً وصول السوق إلى 118.15 مليار دولار بعد أربعة أعوام فقط من الآن.

تكتسب البطاطس مكانة مميزة كسلعة عالمية، علماً أنها سادس أكثر السلع إنتاجاً في العالم بمتوسط 333.1 مليون طن سنوياً، إذ تأتي بعد السكر والذرة والأرز والقمح وحليب الماشية، وفقاً لبيانات الفاو.

وعلى الرغم من هذا الزخم، والتأكيدات من إمكانية تصدي محاصيل البطاطس لتغيّر المناخ، فإن حجم حصاد البطاطس لم يعد إلى ذروته منذ أكثر من عقدين، عندما بلغ 19.8 مليون طن من أصل 322.7 مليون طن مزروع عام 2000، لكن تكمن نقطة التفاؤل في ارتفاع حجم الإنتاج السنوي بصفة مطردة.

فمنذ عام 2011، شهد إنتاج البطاطس طفرة ليرتفع من 328.4 مليون طن عام 2010 إلى 368.7 مليون طن، ويواصل ارتفاعه سنوياً حتى بلغ 374.7 مليون طن عام 2022، حسب أحدث بيانات فاوستات.

أخذت القارة الآسيوية نصيب الأسد من إنتاج البطاطس في العالم بنسبة 43.9 في المئة، بينما جاءت أوروبا في المركز الثاني بنسبة 36.8 في المئة، والأميركيتين بنسبة 12.8 في المئة، بينما تنتج القارة الإفريقية 6 في المئة فقط من الإنتاج العالمي للبطاطس.

تتصدر الصين قائمة أكبر الدول المنتجة للبطاطس بنحو 73.47 مليون طن سنوياً، تليها الهند بنحو 34.79 مليون طن سنوياً، في إشارة إلى هيمنة آسيا على الإنتاج العالمي.

كما جاءت روسيا في المركز الثالث بنحو 28.07 مليون طن، بينما حلّت الولايات المتحدة الأميركية رابعاً بنحو 20.22 مليون طن، وأوكرانيا في المركز الخامس بنحو 19.5 مليون طن، وفقاً لبيانات فاوستات.

وتسيطر الدول الأوروبية على باقي القائمة، فكل من بولندا وألمانيا وفرنسا وهولندا تنتج متوسط يتراوح بين 7 ملايين طن و13 مليون طن من البطاطس سنوياً.

انتعاش سوق البطاطس الأميركية

تشهد سوق البطاطس في الولايات المتحدة اهتماماً بالغاً من العديد من الدول، إذ تصدر أميركا البطاطس سواء طازجة أو مجففة أو مجمدة أو على هيئة رقائق.

تزدهر صادرات البطاطس الأميركية المجمدة على وجه الخصوص، إذ تُقدّر بنحو 1.43 مليار دولار في الفترة ذاتها، وتصدرت اليابان الدول المستوردة لها النوع بنحو 380 مليون دولار، تليها المكسيك بنحو 287.2 مليون دولار في الفترة من يوليو تموز 2022 حتى يونيو حزيران 2023، وفقاً لأحدث بيانات وزارة التجارة الأميركية.

برزت العديد من الدول العربية ضمن أكثر الدول استيراداً لرقائق البطاطس الأميركية، من الإمارات والسعودية إلى قطر والكويت، علماً أن إجمالي صادرات رقائق البطاطس الأميركية بلغ أكثر من 219 مليون دولار خلال الفترة من يوليو تموز 2022 حتى يونيو حزيران 2023.

وعلى الرغم من الإقبال على البطاطس الطازجة، فإنها تعتبر سوقاً صغيرة في الولايات المتحدة، وتُقدّر صادرتها عام بنحو 310.3 مليون دولار، بينما تُقدّر صادرات البطاطس المجففة بنحو 257 مليون دولار خلال الفترة ذاتها.