قالت ليلى سرحان نائب رئيس شركة فيزا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وباكستان إن الشركة تتواجد منذ فترة طويلة بالمنطقة العربية، لافتة إلى أنها تتواجد في أكبر سوق بالمنطقة (مصر) منذ ما يزيد على 25 عاماً وافتتحت مقرات جديدة لها بالقاهرة وبيروت وكراتشي في باكستان.
وأضافت، في تصريحات خاصة لـ«CNN الاقتصادية» أن فيزا العالمية أصدرت نحو 4.2 مليار بطاقة ائتمانية حول العالم إلى جانب إجمالي 263 مليار معاملة مالية يصل إجمالي قيمتها إلى 14 تريليون دولار خلال الربع المالي الأخير.
وأوضحت أن المقياس الحقيقي للحصة السوقية الخاصة بالشركة هو حجم المعاملات المالية اللانقدية التي تمت في الدول التي تتواجد بها، وبالأخص دول وسط أوروبا وشمال إفريقيا، مشيرة إلى أن نحو 12 في المئة من المدفوعات الرقمية في تلك المنطقة الجغرافية تمت عبر شبكة مدفوعات فيزا.
وذكرت أن ثقافة المستهلكين شهدت تغيراً واضحاً منذ تفشي الجائحة ومستمرة معهم إلى وقتنا الحالي، ومنها الاعتماد المتزايد على المدفوعات غير النقدية (اللاتلامسية) إضافة إلى زيادة الاعتماد على المدفوعات الإلكترونية ومنصات الاقتصاد الإلكتروني.
وأفادت بأن حجم المدفوعات اللاتلامسية في نمو مستمر، خاصة في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والتي تشكل المدفوعات اللاتلامسية نحو ثلث المدفوعات حتى الربع الثالث من 2023، مبينة أن دولة مثل السعودية نمت مدفوعاتها اللاتلامسية إلى 98 في المئة من إجمالي حجم مدفوعات المستهلكين.
ولفتت إلى أن سلوك المستهلكين فيما يخص عمليات الإنفاق والشراء تحول نحو الاحتياجات الأساسية بدلاً من الإنفاق على السلع الترفيهية والتي تتضمن الملابس والأحذية، بينما عادت قطاعات أخرى لصدارة عمليات الاستهلاك.
وأكدت أن أحد القطاعات التي ارتفع بها معدل الإنفاق هو قطاع السفر والرحلات، الذي شهد نمواً بنحو 11 في المئة عالمياً خلال العام الحالي مقارنة بعام 2019 (قبل تفشي جائحة كورونا).
ونوهت إلى أن بطاقات فيزا الائتمانية تُقبل من نحو 100 مليون تاجر وأن شبكة المدفوعات الخاصة بالشركة تجمع نحو 15 ألف مؤسسة مالية حول العالم ما بين البنوك التقليدية والبنوك الرقمية بخلاف شركات التكنولوجيا المالية.
وأعلنت ليلى سرحان عن إطلاق شركة فيزا مسرعة أعمال لشركات التكنولوجيا المالية في إفريقيا خلال شهر أغسطس آب الماضي، خاصة في ظل زيادة معدل الاستثمارات في شركات التكنولوجيا المالية في القارة السمراء في دول مثل كينيا، ونيجيريا وجنوب إفريقيا ومصر.
وبينت أن قطاع التكنولوجيا المالية شهد خلال الفترة الحالية نمواً في عدد شركات التكنولوجيا المالية المؤسسة في عدد من البلدان العربية، منها مصر التي تشهد مزيداً من الابتكار والإبداع في قطاع التكنولوجيا المالية، إلى جانب السعودية والإمارات، في ظل زيادة الاعتماد على المدفوعات الإلكترونية في تلك البلدان، إضافةً إلى تواجد كبرى شركات التسوق الإلكتروني مثل أمازون ما يسهم في تعزيز قطاع المدفوعات الإلكترونية.
وفي سياق متصل، أوضحت سرحان أن فيزا تنفق نحو تسعة مليارات دولار سنوياً على الأمن السيبراني الخاص بالشبكة، في ظل ارتفاع عدد الهجمات السيبرانية، إذ أظهرت إحصائية للشركة في شمال إفريقيا وباكستان تعرض شخص واحد من كل شخصين إلى سرقة بيانات حساباتهم البنكية الشخصية عبر ما يسمى «الهندسة الاجتماعية».
يذكر أن الهندسة الاجتماعية في سياق أمن المعلومات هي التلاعب النفسي للأشخاص لأداء أعمال أو الكشف عن معلومات سرية.
وفي سياق التوسعات، ألمحت سرحان أن فيزا افتتحت مقرات جديدة لها بالقاهرة وبيروت إلى جانب كراتشي في باكستان، كما أنها توسعت في عدد قوتها العاملة بنحو 15 في المئة منذ عام 2019 وحتى العام الجاري.