أثقل الطلب المتزايد على المحتوى الإعلامي الترفيهي كاهل صناعة البث الإعلامي متعدد الوسائط.
يقول جو كوكباني الرئيس التنفيذي لـ (أو إس إن) في حديث خاص لـ«CNN الاقتصادية»«إذا فكرنا في التغيرات الحاصلة في الفضاء الإعلامي، وتحديداً البث المباشر، فإن ذلك أعطى العملاء منصة للاستمتاع بأكبر قدر ممكن من المحتوى كما يريدون، والاتصال وقطع الاتصال وقتما يريدون وبسعر زهيد».
ونظراً للطلب المتزايد على الخدمات القائمة على الاشتراك، وزيادة المحتوى الأصلي والخاص في منطقة الشرق الأوسط، لجأت الشركات المزودة لهذه الخدمات إلى تكييف استراتيجياتها مع التغييرات في ديناميكية السوق التي تشهد تنافسية عالية في عدد اللاعبين والأسعار وارتفاع تكلفة إنتاج المحتوى.
وأدى ذلك برأيه إلى تعطيل نموذج التلفزيون المدفوع الذي لا يزال قائماً، فباتت شركات المحتوى و شركات البث المباشر تعتمد على توفير كمية ضخمة من المحتوى وبتكلفة عالية.
سوق واعدة.. والتكلفة عائق
من المتوقع أن ينمو حجم سوق بث الوسائط بمعدل نمو سنوي مركب قدره 7.86 في المئة من 119.01 مليار دولار أميركي في عام 2023 إلى 173.73 مليار دولار أميركي بحلول عام 2028، وفقاً لدراسة سوقية أعدتها شركة موردور إنتليجنس.
ومن المتوقع أن تصل اشتراكات الفيديو عبر الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط إلى ما يقرب من خمسة ملايين خلال العام الجاري، بينما ستبلغ الإيرادات نحو 416 مليون دولار، وفقاً لتقرير نشرته ومضة نقلاً عن (IHS Markit).
«ويأتي معظم الطلب على خدمات البث من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، إذ تمثلان معاً 49 في المئة من إجمالي الاشتراكات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن المرجح أن يتجاوز الطلب على اشتراكات البث عبر الإنترنت اشتراكات التلفزيون المدفوعة مثل (أو إس إن) و(بي إن) بحلول عام 2025»، وفق ما جاء في دراسة موردور إنتليجنس.
وفي هذا السياق يقول كوكباني «كان أهم ما قمنا به هذا العام هو تجديد العقد مع وارنر برذرز ديسكفري وترسيخ أنفسنا باعتبارنا موطن HBO الذي يُعد واحداً من أكثر المحتويات المرغوبة عالمياً، ووسعنا نطاق اتفاقنا مع يونيفرسال وبي سي يو (PCU)، بما في ذلك محتوى بيكوك (Peacock)، وبعض محتوى سكاي (Sky)، وما إلى ذلك، وأعتقد أنه إذا تمكنا من الاستمرار دائماً في تقديم تجربة محتوى متميزة للعملاء، يمكننا المحافظة على الميزة التنافسية مقابل اللاعبين الآخرين في السوق».
توطين المحتوى
وأشار كوكباني إلى أن (أو إس إن) كانت دائماً الوجهة لأفضل محتوى غربي بفضل صفقات وشراكات مع جميع استوديوهات هوليوود الكبرى، وعلى الرغم من ذلك فإنها تعمل على توطين المحتوى المقدم الذي تعتبره من الأهمية بمكان.
وقال إن الشركة تتبع هذا النهج من خلال دبلجة المسلسلات التركية أو إنتاج محتوى أصلي ومحلي لافتاً إلى الفارق بين الإنتاج الذي يتطلب ميزانية إنفاق كبيرة والمحتوى القصير الذي ينتجه المستخدم، والذي لا يتطلب عادةً تكلفة عالية.
ويرى كوكباني أن هذا النوع من المحتوى الذي يمكن العثور عليه على يوتيوب وتيك توك، لا ينافس محتوى الإنتاج الضخم، والمتميز، والقصص المعقدة.
ويضيف أن هناك ميزانيات إنتاج كبيرة، ويكون المحتوى طويل المدة أيضاً، لذلك فالمنافسة مختلفة رغم وجودها من ناحية اهتمام العميل والوقت المستهلك من قبله.
وسلط كوكباني الضوء على أن المنافسة لم تعد على الحصة السوقية فقط التي تختلف معاييرها بين الشركات التي تتبنى معايير مختلفة كالإيرادات أو عدد المستخدمين أو عدد المشتركين ومصدر الاشتراك.
وأشار إلى أن المنافسة الحقيقية باتت على زيادة تفاعل ومشاركة المستخدم، وأن هذا هو معيار الأداء الذي تتبعه (أو إس إن) التي استطاعت أن تحقق نمواً في نسبة مشاركة مستخدميها خلال العام الحالي تصل إلى 40 في المئة مقارنةً بالعام الماضي.