يعتزم صندوق 500 غلوبال لرأس المال المخاطر تمويل المزيد من الشركات الناشئة المصرية خلال الربع الحالي الذي ينتهي في مارس آذار، مبيناً أنه ضخ تمويلات بأربعة كيانات ناشئة في السوق المصرية خلال العام الماضي، بحسب أمل عنان، الشريك الإداري بصندوق 500 غلوبال، خلال حوارها مع «CNN الاقتصادية».

كشفت عنان أن الصندوق استثمر ما يقرب من 30 مليون دولار (نحو مليار جنيه مصري) منذ عام 2013 حتى عام 2023 في 65 شركة مصرية، من بينها شركات (موني فيللوز) و(مكسب) إلى جانب شركة (هومز مارت) و(وظف).

وأوضحت أن متوسط التمويلات التي تُمنح للشركات الناشئة تتراوح بين 50 ألفاً و500 ألف دولار، لافتة إلى أن معظم الشركات التي مولها الصندوق حصلت على تمويلات تتراوح بين 250 و350 ألف دولار في الجولة الواحدة، ويتحدد حجم التمويل بناءً على العديد من العوامل مثل قوة فريق العمل وقدرة الشركة المتقدمة بطلب التمويل على النمو، خاصةً أن الصندوق يتعامل مع الكيان الجديد باعتباره شريكاً وليس مستثمراً.

وكان الصندوق قد عقد اتفاقية شراكة مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات المصرية (ايتيدا) لافتتاح مقر له في مصر، والذي يعد الأول له داخل قارة إفريقيا، ويهدف لتنمية قدرات الشركات الناشئة ودعم الإبداع الرقمي وريادة الأعمال لدى الشباب.

ويعمل الصندوق منذ بداية وجوده في مصر على دعم رواد الأعمال المصريين عبر تقديم المساعدة للكوادر المتواجدة بالسوق المصرية وتقديم الأدوات المناسبة لهم لتحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة.

الاستثمار بالشركات والقطاعات الواعدة

وأضافت عنان أن الصندوق استثمر في أربعة كيانات ناشئة مصرية خلال العام الماضي، فيما يدرس دعم المزيد من الشركات الناشئة بالسوق المصرية خلال الربع الجاري.

وأوضحت أن الصندوق يدعم الشركات الناشئة التي تجاوزت مرحلة التأسيس وتشكيل فريق العمل وأصبح لها منتج موجود بالفعل في السوق للتأكد من قدرته على النجاح وتقبل المستهلكين له.

ولفتت إلى العديد من القطاعات الواعدة التي يفضل الصندوق الاستثمار بها مثل التكنولوجيا المالية والصحة، إلى جانب قطاع التنمية المستدامة الذي يعد أحد القطاعات غير المخدومة بشكل كافٍ في السوق المصرية ويمكنه استيعاب الكثير من التقنيات التي تسعى الكيانات الناشئة لتوفيرها بالسوق.

برنامج توسيع نطاق الأعمال

وأشارت عنان إلى أن الصندوق يُنشئ معسكراً لمدة أسبوع لنحو 25 شركة من الشركات الناشئة خلال (مرحلة التأسيس)، إلى جانب توفير خبراء في عالم ريادة الأعمال من آسيا وأميركا وأوروبا لمساعدة تلك الشركات في تطوير هياكلها الإدارية ونماذج أعمالها.

ولفتت إلى أن الدعم يتضمن تصميم خطط للإدارة والتسويق، إلى جانب التخطيط السليم لتحقيق النمو المنشود وجذب الاستثمارات العالمية فيما يُعرف باسم برنامج (توسيع نطاق الأعمال).

وأكدت أن الصندوق يمتلك حاضنات ومسرعات أعمال بالسوق المصرية، إلى جانب برامج مخصصة للجامعات الأهلية داخل القاهرة وخارجها، إضافةً إلى عدد من المنظمات غير الربحية التي تهدف لجذب الكوادر التي تمتلك أفكار مشروعات قابلة للتنفيذ.

أبرز مميزات الأسواق المصرية والخليجية والإفريقية

وفي سياق متصل، أوضحت عنان أن السوق المصرية تمتاز بكبر حجمها؛ الأمر الذي يسهم في سرعة نمو الشركات الناشئة، إضافةً إلى وجود مؤسسات كبرى تساعد على نمو ريادة الأعمال مثل الجامعات وشركات القطاع الخاص والشركات متعددة الجنسيات.

ورأت أن الأسواق الخليجية -خاصة السوقين السعودية والإماراتية- تمتاز بالحوافز التي تقدمها الحكومات لخلق بيئة استثمارية مؤثرة تضمن التعاون بين رواد الأعمال والمستثمرين، لافتة إلى أن هذا التعاون من شأنه تأسيس كيانات واعدة تصبح نواة لشركات إقليمية كبرى تخدم المنطقة كلها وليس بلداً بعينه.

ورأت أن مصر تعد إحدى الدول الأربع الكبرى في مجال ريادة الأعمال بإفريقيا إلى جانب كل من جنوب إفريقيا وكينيا ونيجيريا، مبينة أن السوق الإفريقية بشكل عام تمتاز بوجود نسبة كبيرة من الشباب في تركيبها السكاني، فضلاً عن اعتماد نسبة كبيرة من السكان على الإنترنت.

وأشارت إلى وجود عدد من الاختلافات بين السوق المصرية والدول الثلاث الأخرى، منها أن الكوادر بتلك الدول لا تحظى بنفس قدر التعلم والثقافة التي تتوفر في مصر، كما أنها لا تضم لغة موحدة على غرار دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي تمر بين الحين والآخر بتقلبات اقتصادية وسياسية عديدة.

استثمارات الصندوق حول العالم

ويستثمر الصندوق في العديد من الشركات التكنولوجية الناشئة سريعة النمو في جميع أنحاء العالم ويمتلك محفظة متنوعة تغطي مختلف المناطق الجغرافية، إذ شملت استثماراته نحو 2800 شركة ناشئة حول العالم.

وكان صندوق 500 غلوبال الأميركي -وهو صندوق لرأس المال المخاطر- قد بدأ استثماراته في الشرق الأوسط عام 2012، وضخ أولى دفعاته الاستثمارية في مصر عام 2013، ويركز على الاستثمار في الشركات الناشئة في مراحلها الأولية.