أحمد هشام جاء من إحدى قرى بني سويف إلى قمة شركات ناشئة بلا حدود في إحدى ضواحي شرق القاهرة لحضور صالون الذكاء الاصطناعي الأول والاستماع إلى جيف أبوت وهو أحد مستثمري رأس المال المخاطر بوادي السيليكون في الولايات المتحدة.
هشام الذي يبلغ من العمر 20 عاماً ويدرس العلوم في جامعة بني سويف هو أحد من يلاحقون حلم الذكاء الاصطناعي في مصر، قد بنى أحمد نموذج أعمال لشركة ناشئة لم يسمها بعد ولم يطلقها وهي «معنية بالتعليم والتفاعل بين المدرسة وأولياء الأمور التلاميذ لمتابعة مهام أبنائهم لسهولة توجيههم».
أما صلاح الدين محمد، الرئيس التنفيذي لتصميمك، وهي شركة ناشئة تعمل في التصميمات البصرية، فقد لجأت الشركة الناشئة إلى تبني الذكاء الاصطناعي منذ نحو عام من أجل البقاء، وشرح محمد في لقاء مع «CNN الاقتصادية» المشهد: «عملنا على دخول الذكاء الاصطناعي في مجال التصميم باللغة العربية بحيث يكون سهل الاستخدام للناطقين بها، الذكاء الاصطناعي ثورة تكنولوجية جديدة إن لم نستطع مواكبتها سنكون من ضحاياها، وقررنا أن نكون جزءاً منها».
خبرات من وادي السليكون
جيف أبوت الذي جاء من بال والتو إلى القاهرة يعرف جيداً الدول النامية، فقد كان يعمل في المكسيك في نهاية التسعينيات وبداية الألفية حينما كانت شبكة المعلومات الإنترنت تعيش ثورتها في دول يعمل فيها الشباب بإمكانات وسرعات محدودة. ربما قبل طفرة دخول خدمة الإنترنت إلى الهواتف المحمولة.
وقال أبوت في لقاء مع CNN الاقتصادية، «تمت دعوتي إلى مصر للانضمام إلى قمة شركات ناشئة بلا حدود كمتحدث وكذلك لإطلاق منتدى الذكاء الاصطناعي، وهو مشروع بدأته، ويتوسع عالمياً لجمع المجتمعات المحلية معاً لدعم رواد الأعمال ومن ثم ربطها إلى مجتمع عالمي لتبادل المعلومات والأفكار، أعتقد أن الوقت الحالي هو الوقت الذي يحتاج فيه الجميع إلى التجريب ويجب على الجميع تجربة أشياء جديدة والتعلم بسرعة من أخطائهم».
الذكاء الاصطناعي طريق التكيف أو الفناء
التعلم من الأخطاء قد يكون في بعض الأحيان مكلفاً، وخسر باسم وحيد مؤسس تطبيق رفيق كل استثماراته إثر ضخ أموال لبناء نظام ذكاء اصطناعي، وكان تطبيق رفيق بمثابة مساعد شخصي على غرار سيري المصاحب لبعض أجهزة شركة أبل العالمية، ولكنه يعمل باللهجة العامية المصرية، وعلق وحيد باقتضاب مع «CNN الاقتصادية» أن تجربته مع «بناء نظام ذكاء اصطناعي لم تكن ناجحة، كان حجم الخسائر كبيراً، ما دفعنا إلى التوقف».
ويشرح محمد معضلة تمويل نظم الذكاء الاصطناعي بشكل مبسط، حيث إن الاستمرار في تطوير نظم الذكاء الاصطناعي «يتكلف الكثير من الأموال، قد ينجح رائد الأعمال في توفير قدر منها ليصل مستوى تفكير النظام إلى ما يوازي التعليم الثانوي عند العقل البشري، ولكن سيتوجب عليه إيجاد المزيد من الأموال للوصول به إلى مستويات تعليمية أعلى، وهو ما قد يفشل في تحقيقه الكثير من رواد الأعمال».
أما أحمد عبدالوهاب مدير تطوير الأعمال والاستثمار بشركة جرار، التي تعمل كتطبيق للنقل التشاركي، فهو مختص بشحن البضائع الثقيلة والوقود من نقطة إلى أخرى، بدأت جرار تحقق أرباحاً في الربع الأول من العام الحالي، ويرجع عبدالوهاب وصول الشركة إلى الربحية للمرة الأولى بعد بناء نظام جديد للذكاء الاصطناعي يسهل التواصل بين أصحاب البضائع والشركات المشغلة لمركبات الشحن.
أضاف عبدالوهاب أن إيرادات جرار «تبلغ 2.5 مليون دولار أميركي وتصل الربحية إلى 12.5 في المئة وتعود هذه الأرباح إلى تبني نظام الذكاء الاصطناعي الجديد، وهو ساعدنا كذلك على تحقيق تمويل ذاتي دون اللجوء إلى مستثمرين أو التخلي عن حصص من الشركة».
في النهاية قد ينجح هشام في إطلاق شركته وإيجاد التمويل اللازم لبناء نظام الذكاء الاصطناعي لتسهيل متابعة الأسر إلى أداء أبنائهم، وربما يسهم أبوت في تمويله فشركته تستثمر كل عام بين 10 و15 مليون دولار في الشركات الناشئة، أما عبدالوهاب فيطمح في أن ترتفع إيرادات جرار إلى 4.8 مليون دولار في نهاية العام الحالي على أن تحقق 5 ملايين دولار بنهاية عام 2025، ولكنه سيستمر في ضخ المزيد من الأموال على تغذية نورونيات نظام الذكاء الاصطناعي الخاص بجرار، فالاستمرار في التعليم عملية دائمة.
يشهد قطاع الشركات الناشئة في مصر ازدهاراً ملحوظاً مدفوعاً بتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتُعد قمة شركات ناشئة بلا حدود التي تم تنظيمها في عطلة نهاية الأسبوع الماضي تجمعاً مهماً لرواد الأعمال والمستثمرين لمناقشة أحدث التطورات في هذا المجال.