بناء حلقة وصل بين الشركات الناشئة والشركات الكبرى هو ما يطمح إليه القائمون على قمة تكني للشركات الناشئة التي انعقدت في القاهرة مطلع الأسبوع، ويأتي الوصل بين الشركات الناشئة والشركات الكبرى لتقليل خسارة الشركات الناشئة التي يختفي منها 9 من كل 10 شركات بسبب عيوب في تصميم نموذج الأعمال أو مواجهة الشركات لمشكلات تتعلق بالتمويل.

وقال طارق القاضي، الشريك المؤسس ورئيس مجلس إدارة قمة تكني القاهرة، في لقاء خاص مع «CNN الاقتصادية» إن العديد من الشركات الناشئة تختفي بسبب صعوبة الحصول على تمويل، ودورنا مساعدة هذه الشركات على بناء نموذج أعمال يعالج مشكلة حقيقية، ما يساعد الشركات على التقدم والحصول على تمويلات، ثم عملها مع شركات كبيرة تقليدية، ما يساعد الشركات الكبيرة في الوصول إلى ابتكارات بشكل سريع ويعطي الشركات الناشئة فرصة أكبر في النمو والحصول على تمويل.

بناء نماذج أعمال قوية

ويشير القاضي في هذا الصدد إلى ميل العديد من رواد الأعمال إلى بناء نموذج يضع حلاً لمشكلات محدودة النطاق، ما يعوق المشروع عن النمو والتوسع لاحقاً، وهو ما يؤدي إلى صعوبة في الحصول على التمويل اللازم ويؤدي في نهاية المطاف إلى انطفاء الشركة واختفائها، ونجحت تكني في ربط رواد أعمال مصريين مع شركة روش لتصنيع الدواء لإيجاد حلول تتعلق بالتوزيع، ما أدى إلى حصول الشركة الناشئة على تمويل يقدر بنحو 900 ألف دولار.

ويٌشبه القاضي تقدم الشركات الكبرى «بخطى الديناصور البطيئة»، لأنها على الرغم من توفر الموارد لديها فإنها لا تستطيع الوصول لابتكارات بشكل سريع بسبب طول الخطوات والإجراءات الإدارية، ولكن الشركات الناشئة تتمتع بمرونة حيث من الممكن «أن يصل شخصان لنموذج أعمال وتنفيذ تطبيق وإطلاقه في أيام قليلة وبداية العمل، فسرعة عمل الشركات الناشئة فعالة جداً ولكن يجب أن يتم توجيهها إلى الاتجاه الصحيح وتستطيع تحقيق النجاح بفضل توجيه الشركات الكبيرة والتقليدية لها».

وبحسب القاضي فإن 70 في المئة من الشركات التي عملت مع مسرعة أعمال تكني نجحت في البقاء، بينما لم يختفِ سوى 30 في المئة فقط من الشركات، وتستعد تكني إلى ربط شركات ناشئة مصرية مع إحدى الشركات العالمية لتقديم حلول تتعلق بتوزيع منتجاتها في السوق المحلية.

وقمة تكني هي حدث سنوي يقام في القاهرة للمرة الثالثة، ومعني بالاستثمار وريادة الأعمال والتكنولوجيا، وتهدف إلى التأثير على عدة قطاعات وأصحاب المصلحة من قطاع الشركات الناشئة في منطقة البحر الأبيض المتوسط من خلال عرض تكنولوجيات مختلفة وسبل تطبيقها في كل قطاع، ويشارك في القمة أكثر من 250 متحدثاً وخبيراً و180 مستثمراً وأكثر من 500 شركة ناشئة ويقدر عدد المشاركين بنحو 17 ألف شخص.