أعلنت شركة أدنوك للحفر فوزها بعقد جديد لتوفير وتشغيل ثلاث حفارات جديدة لدعم عمليات أدنوك البحرية في حقل زاكوم البحري، بقيمة إجمالية تصل إلى نحو 2.7 مليار درهم إماراتي (735 مليون دولار).

يعكس هذا العقد التزام أدنوك للحفر بتوسيع أسطولها وتحقيق المزيد من الكفاءة والابتكار في عملياتها، وتتضمن الاتفاقية تعاوناً مع مجموعة هونغوا «Honghua» لتصميم وبناء الحفارات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

تعزيز السلامة والكفاءة بالذكاء الاصطناعي

تهدف هذه التقنيات إلى تعزيز السلامة ورفع كفاءة العمليات، ما يجعل الحفارات الجديدة من الأكثر تطوراً في السوق، وستتولى أدنوك للحفر بالتعاون مع شركة «Honghua» تصميم وبناء الحفارات الجديدة المتطورة من خلال تسخير الطبيعة التحويلية للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية والتكنولوجيا المتقدمة.

كما أن الشركتين تدرسان التعاون مع «AIQ»، وهي شركة متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي ولها إسهامات كبيرة في المجال وتدير عملياتها من أبوظبي.

ومن المتوقع أن يتم تسليم الحفارات وبدء العمليات خلال عام 2026، ما سيعزز قدرات أدنوك البحرية في تلبية احتياجات الطاقة المتزايدة بشكل آمن ومستدام.

وفي هذا السياق، أشار يوسف سالم، المدير المالي لشركة أدنوك للحفر لـCNN الاقتصادية، إلى أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً محورياً في تحسين كفاءة العمليات وزيادة السلامة في مواقع العمل، وأوضح سالم أن الحفارات الجديدة ستكون قادرة على أداء بعض الخدمات النفطية بشكل آلي أو شبه آلي، ما يزيد من معدلات السلامة ويقلل من المخاطر المرتبطة بعمليات الحفر.

تستخدم الشركة تقنيات الرؤية بواسطة الكمبيوتر لمراقبة العمليات وتحسين الأداء، مما يسهم في تحقيق أعلى مستويات الكفاءة والفعالية.”

النفقات الرأسمالية وتوقعات الإيرادات

تشمل النفقات الرأسمالية لشراء الحفارات الجديدة نحو 771.2 مليون درهم، مع تركيز معظم هذه النفقات عام 2025، ويتوقع أن يكون عام 2027 هو أول عام يشهد تدفقات إيرادات كاملة من الحفارات الجديدة، ما سيعزز من الإيرادات طويلة المدى للشركة.

يأتي هذا العقد كجزء من خطة أدنوك للحفر الطموحة لتوسيع أسطولها، حيث يتوقع ارتفاع عدد الحفارات في أسطول الشركة إلى 148 حفارة على الأقل بحلول عام 2026، بما في ذلك الحفارات الثلاث الجديدة.

وأوضح سالم أن الشركة حققت إيرادات إضافية تبلغ 733 مليون دولار على خلفية هذا العقد، ما يزيد من التوقعات المالية على المدى المتوسط والطويل.

وأكد سالم أن هدف الشركة الوصول إلى 148 حفارة بحلول عام 2026 لتعزيز قدراتها التوسعية وتسريع النمو.

وأوضح أن الشركة سجلت نمواً بنسبة 31% في الربع الأول من العام مقارنة بالعام السابق

وتتوقع الشركة تحقيق نمو سنوي يتخطى 20% على المدى المتوسط، مع تحقيق زيادة في التوزيعات بنسبة لا تقل عن 10% سنوياً.

وبحسب سالم فإن الشركة لديها برنامج طموح لتعزيز القيمة للمستثمرين، حيث سيتم توزيع أكثر من 4.8 مليار دولار على حملة الأسهم خلال الخمس سنوات المقبلة.

وأكد أن هذا البرنامج يهدف إلى تحقيق أعلى عائد توزيعات للمستثمرين مع تحقيق معدلات نمو مرتفعة وتحول تكنولوجي في السوق، لافتاً إلى أن الشركة تستهدف تحقيق معدلات ربحية تتجاوز 50% قبل الاستهلاك والضرائب والفائدة.

وأشار إلى أن بنك سيتي رفع السعر المتوقع للسهم من 74 فلساً إلى 4.80 دراهم بسبب هذه الزيادة المتوقعة في الإيرادات والأرباح، والتي ترتبط بنمو الأسطول بشكل عام.

وأضاف سالم أن الشركة استثمرت أكثر من 2.2 مليار دولار منذ الطرح العام في زيادة حجم الأسطول.

كما أوضح أن الشركة استثمرت 765 مليون دولار في شركات تابعة لتطوير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ما يسهم في تحسين الكفاءة التشغيلية.

الاستدامة وإعادة الاستثمار

أكد سالم أن الشركة تولي أهمية كبيرة للاستدامة في عملياتها، وأن استخدام الذكاء الاصطناعي يسهم في تحقيق هذا الهدف.

وذكر أن الانبعاثات الكربونية تلعب دوراً كبيراً في عمليات الحفر، مشيراً إلى أن عدد الأيام التي يستغرقها الحفار لإنهاء البئر يؤثّر بشكل كبير في حجم هذه الانبعاثات.

وأكد أن الشركة تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسريع عمليات الحفر، ما يقلل من فترة التواجد المطلوبة للحفار في الموقع، ومن ثم يقلل من الانبعاثات الناتجة.

وأوضح سالم أن نقل الحفارات من موقع إلى آخر يتم بشكل أسرع بفضل التكنولوجيا الجديدة، ما يقلل من حجم الانبعاثات خلال عمليات النقل.

وأشار إلى أن الحفارات الجديدة تتحرك على عجلات، ما يلغي الحاجة إلى استخدام الشاحنات والعربات لنقلها، ما يقلل من الانبعاثات المرتبطة بعملية النقل.

نحن نستخدم الذكاء الاصطناعي لتسريع عمليات الحفر، مما يقلل من فترة التواجد المطلوبة للحفار في الموقع، وبالتالي يقلل من الانبعاثات الناتجة