تنتشر في العالم العربي منصات التعليم عن بعد منذ نحو 10 سنوات وشهدت نموها الكبير مع انتشار جائحة كوفيد 19، وازدهار هذه المنصات لا يتوقف سواء كان موجهاً للتعليم المدرسي أو الجامعي أو عملية التعليم المستمر للكبار. ونشأت أغلب هذه المنصات تحت عباءة الشركات الناشئة وريادة الأعمال ووصلت القيمة السوقية لبعضها لأكثر من ملياري دولار أميركي.
وقال المدير التنفيذي لمنصة المنتور للتعليم المستمر، إيهاب فكري خلال لقاء مع CNN الاقتصادية على هامش الإعلان عن عملية تمويل جديدة بقيمة 10 ملايين دولار أميركي إن الهدف «هو تعليم أي شيء في الحياة سواء كان أكاديمياً أو مهنياً عن طريق المنصات الإلكترونية، وإن الحاجة للمنصات أمرٌ طبيعي، إذ انتقل الناس من التواصل الاجتماعي المباشر إلى منصات التواصل ومن اللعب على الأرض إلى منصات الألعاب».
تعتمد المنتور في جذب قاعدة جمهورها على التعليم الترفيهي، فتقوم بإنتاج فيديوهات تقدم الرسالة التعليمية وسط قالب درامي مبني على التسلية، وتعرض مجالات عديدة مثل الاقتصاد والاستدامة والموسيقى والتمثيل.
يحيى عبدالله هو مهندس كهرباء في إحدى الشركات الأوروبية العاملة في مصر، يدفع «مبالغ متفاوتة حسب الحاجة كل شهر لتعليم ابنيه على منصات موجهة إلى تلاميذ التعليم الأساسي، فهذه طريقة التعليم الجديدة نظراً لسهولتها وعدم الضرورة للانتقال داخل المدينة لحضور الدروس الخصوصية أو مجموعات التقوية الدراسية»، والأب نفسه ينخرط أحياناً في بعض الدروس والدورات على منصة يودمي كي يتطور مهنياً.
وقالت الخبيرة في التعليم والتربية، ليلى حطيط في لقاء عبر زووم مع CNN الاقتصادية إن المنصات ستلعب دوراً تكميلياً مهماً في المستقبل القريب ولكنها ترى أنها لا يمكن أن تحل محل المدارس والتعليم الأساسي للأطفال حتى 18 عاماً وذلك لأهمية التفاعل والتواصل المباشر أثناء عملية التعليم، فالدور الفعال لها يأتي في المرحلة الجامعية وما بعد الجامعية وما وصفته بالتعليم التنفيذي.
وبنى الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة إديكوتلي، محمد السنباطي نموذج أعمال المنصة على هامش التعليم ولا تقدم خدمات تعليمية مباشرة، لكن كما يحلو للسنباطي فهو يقارنها بمنصة لينكد إن إذ توضح فرص وأماكن الحصول على التعليم بدلاً من الوظائف.
ونجحت الشركة في الحصول على تمويل يقدر بنحو 1.5 مليون دولار أميركي لتوسيع أعمالها، فهي تعمل وفقاً للسنباطي على «سدّ الفجوة بين احتياجات الطلاب التعليمية وفرص التعليم المتاحة لتتناسب مع قدراتهم وطموحاتهم، واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن ما يدرسون وأين يدرسون، ما يضمن لهم مستقبلاً مهنياً جيداً، إذ توفر المنصة معلومات عن كل أنواع المدارس والجامعات حول العالم».
وأوضح السنباطي أنه «بالإضافة إلى برامج ومنح دراسية مختلفة تستخدم إديكوتلي تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة لتضمن صحة المعلومات حتى تكون قرارات الطلاب مبنية على أسس صلبة».
وبلغت القيمة السوقية لمنصة ألف العاملة في مجال التعليم عن بعد ملياري دولار وتخطت القيمة السوقية لمنصة تعليم العاملة في ذات المجال أكثر من مليار دولار أميركي.
ستستخدم إديكوتلي التمويل الجديد في ترسيخ وجودها في السوق الإماراتية والسوق السعودية والتوسع في كينيا ونيجيريا، ويقدر السنباطي حجم السوق في إفريقيا بنحو 150 مليون فرد.
ويأمل فكري أن يصل إلى 10 ملايين مستخدم نشط على المنتور ولا يستبعد إمكانية الطرح في بورصة ناسداك أو بورصات الإمارات، فيما تتوقع حطيط أن تستثمر الدول والشركات الكثير من الأموال في الأعوام المقبلة على منصات التعليم لتسريع عملية تطوير المهارات.