700 مليون ريال سعودي، أي ما يعادل 200 مليون دولار، هو حجم الأموال التي تديرها شركة «هكبه» السعودية عبر تطبيقها الإلكتروني، وفقاً لما ذكره نايف أبوصيده، مؤسس الشركة.

«هكبه» تعني في لهجة سكان مدينة جيزان، الواقعة في أقصى الجنوب الغربي للمملكة العربية السعودية، جمعية ادخارية.

وقال أبوصيده في لقاء عبر زووم مع «CNN الاقتصادية» إن «الادخار لم يكن يوماً من أولويات سكان المملكة بسبب الثقافة السائدة والموروث الاجتماعي الذي يعتمد على إنفاق ما في الجيب وانتظار ما يجود به الغيب، وهي عادة استهلاكية منتشرة في المنطقة، أدّت إلى ظهور عادات ادخارية مشوهة، ولا يوجد ادخار من أجل الادخار».

وأضاف أبوصيده أن «الشركة أجرت استبياناً شمل 15 ألف شخص، وتبين أن أقل من 5% فقط من المشاركين يمتلكون حسابات ادخارية بمبالغ زهيدة، حيث يبلغ متوسط الادخار نحو 5 آلاف ريال سعودي، وهو مبلغ يكفي بالكاد لتسيير الأمور».

ويرجع مراقبون ضعف ثقافة الادخار بين المواطنين في المملكة إلى تحمل الدولة نفقات التعليم والرعاية الصحية، ما يدفع السكان إلى زيادة الاستهلاك أو توجيه الأموال مباشرة إلى الاستثمار، وأكد أبوسعيدة أن الاستثمار «ضرورة، ولكنه يجب أن يأتي بعد الادخار، حيث إن هذا الوضع دفع بعض الأشخاص إلى بيع أراضٍ أو أسهم بخسارة سريعة لتوفير السيولة اللازمة».

يبني أبوصيده نموذج أعمال شركته الناشئة على فكرة الجمعية، وهي نظام ادخار شعبي منظم بين مجموعة من الأفراد، يضخ كل منهم حصة شهرية أو أسبوعية من المال على أن يستفيد أحدهم بدفعة نقدية تساعده على تلبية احتياجاته أو التزاماته.

وأكد رائد الأعمال السعودي أن «هكبه» حصلت على 9 ملايين دولار من خلال أربع جولات تمويلية، بلغت قيمة الجولة الأخيرة منها 5 ملايين دولار، كما أن الشركة تسعى لإتمام جولة استثمارية جديدة بقيمة 30 مليون دولار في الفترة المقبلة، وستسبق هذه الجولة الطرح في البورصة بعد قرار مجلس الإدارة، تأتي أغلب تمويلات الشركة من صناديق رأس المال المغامر.

يطمح أبوصيده أن تصبح «هكبه» في غضون خمس سنوات واحدة من أكبر خمس شركات مالية غير مصرفية في السعودية، وأن يتجاوز عدد العملاء نصف مليون شخص، وأن تقفز المبالغ التي تديرها الشركة إلى 20 مليار دولار.

يبدو طموح أبوصيده كبيراً، خاصة أن رسوم الاشتراك تبلغ 199 ريالاً فقط، ومع ذلك قد ينجح في تحقيقه، لا سيما أن عملاء الجمعيات التي تنظّمها المنصة ليسوا من المواطنين السعوديين فقط، بل تضم أيضاً بعض الجنسيات الوافدة إلى المملكة مثل الفلبينيين والهنود والتايلانديين، ولا تعتزم الشركة التوسع خارج المملكة قبل أن تحصل على 30% من السوق المحتملة في السعودية، والتي تُقدر بنحو 3 ملايين مستخدم وفقاً للاستبيانات، كما ارتفع حجم الأموال المدارة عبر «هكبه» إلى 25 مليون ريال في شهري مايو ويونيو الماضيين.

تنتشر تطبيقات الجمعيات في العديد من الدول العربية مثل «ماني فولوز» و«ماني ماستر»، وتحظى بإقبال كبير بين المستخدمين في مصر.