كتبت- نيكون جودكينغ (CNN)

على الرغم من تركيز المستثمرين خلال الأسابيع الماضية على التضخم وسياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، فإن ردود الفعل تجاه السوق حالياً أصبحت متباينة، فقد قل اهتمامها بالبيانات الاقتصادية في مقابل التركيز بصفة مباشرة على نسب الأرباح والخسائر.

ماذا يحدث الآن؟

توقع الخبيران الاستراتيجيان في بنك أميركا (Bank of America) أوسيونغ كوون، وسافيتا سوبرامانيان، في مذكرة أُصدرت يوم الجمعة، أن تحتل الأرباح مركز الصدارة في المستقبل.

وأشاروا إلى أنه خلال الأرباع الثلاثة الماضية، ارتفعت ردود أفعال مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) بالنسبة للأرباح والخسائر، وتجاوزت الآن رد فعل السوق ليوم واحد على كل من تضخم مؤشر أسعار المستهلكين وقرارات اجتماع سياسة بنك “الاحتياطي الفيدرالي”.

وقد كانت المشاركة خلال الربع الأخير أقل من أداء مؤشر S&P 500 بنحو ست نقاط مئوية في المتوسط باليوم التالي، وهو أكبر رد فعل على خسارة الأرباح المسجلة.

غرقت أسهم “ديزني” بنسبة 13.16 في المئة في نوفمبر تشرين الثاني الماضي، وهو أدنى مستوى لها منذ أكثر من عامين، وذلك عندما فاتتها تقديرات الأرباح، فيما تراجعت أسهم “ميتا” (Meta) بنسبة 24 في المئة بعد أن انخفضت إيراداتها خلال الربع الثالث في أكتوبر تشرين الأول، وهو التراجع الثاني على التوالي في الإيرادات الفصلية للشركة، كما انخفضت أسهم “بلانتير” عند الإغلاق بنحو أكثر من 11 في المئة في نوفمبر تشرين الثاني، بعد أن فاتتها التقديرات.

كتب كل من سوبرامانيان وكوون: «نرى تحولاً سردياً في السوق؛ بدلاً من التركيز على الاحتياطي الفيدرالي وبيانات التضخم أصبحت ردود الفعل تجاه الأرباح متزايدة، لذلك نتوقع بعض التقلبات خلال الأسابيع القليلة المقبلة، فيما تبلغ الشركات عن أرباحها في الربع الرابع من العام الماضي».

قدّم فريق التحليلات التنبؤية في بنك أميركا تحليلاً لنصوص الأرباح لمعرفة معنويات الشركات التي ظلت ثابتة في الربع الثالث، بعيداً عن أعلى مستوياتها، ما يشير إلى احتمال انخفاض في الأرباح مستقبلاً.

وبالمثل، قلَّت إشارة الشركات إلى ظروف عمل باستخدام كلمة «أفضل»، أو «أقوى» في مقابل انتشار كلمتي «أسوأ» و«أضعف»، كما انخفضت إشارات التفاؤل إلى أدنى مستوياتها منذ الربع الأول من عام 2020.

حتى الآن، انخفضت تقديرات أرباح السهم لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 للربع الرابع بنحو 7 في المئة منذ أكتوبر تشرين الثاني، وتشير تقارير الأرباح المبكرة من بعض أكبر المؤسسات المالية إلى ربعٍ قاتم.

أخبار سيئة في المستقبل

انخفضت الأرباح المقدرة لمؤشر S&P 500 في الربع الرابع من عام 2022 بنحو -3.9 في المئة، وفقاً لتحليل فاكت سيت (FactSet).

وإذا كان هذا هو الانخفاض الفعلي، فسيكون هذا هو أول انخفاض في الأرباح يبلغ عنه المؤشر منذ الربع الثالث من عام 2020.

على مدار الأسابيع القليلة الماضية -وفقاً لتقرير فاكت سيت (FactSet)- تحولت توقعات الأرباح للربعين الأول والثاني من عام 2023 من النمو السنوي إلى التراجع على أساس سنوي.

أحدث الإيرادات

تفوقت جي بي مورغان (JPMorgan) على تقديرات إيرادات الربع الأخير، ولكنها زادت أيضاً من مبلغ الأموال للتخلف عن السداد المتوقع للقروض، وقد أضاف البنك مخصصات بقيمة 2.3 مليار دولار لخسائر الائتمان في الربع، بزيادة 49 في المئة على الربع الثالث.

وقال التقرير إن هذه الخطوة كانت مدفوعة بتدهور طفيف في توقعات الاقتصاد الكلي للشركة، ما يعكس الآن ركوداً معتدلاً في الحالة المركزية.

في مكالمة لاحقة، قال المدير المالي لبنك “جي بي مورغان”، جيريمي بارنوم، للصحفيين إن البنك يتوقع حدوث ركود بحلول الربع الرابع من عام 2023.

وتجاوز بنك أميركا توقعات الأرباح، إذ كشف الرئيس التنفيذي بريان موينيهان، يوم الجمعة، عن استعداد البنك لارتفاع معدلات البطالة والركود في عام 2023، وأضاف البنك مخصصات بقيمة 1.1 مليار دولار لخسائر الائتمان، في تغيير حاد عن العام الماضي عندما كان هذا الرقم سلبياً.

وتعتمد الخطوة التالية على ترقب إعلان 26 شركة على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 عن نتائج الربع الرابع، خلال الأسابيع المقبلة.

مساهمو آبل يلقون باللوم على كوك

استجاب الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك، لتوصية المساهمين الغاضبين بتخفيض راتبه هذا العام، وفقاً لما ذكرته زميلتي آنا كوبان.

حصل كوك على 99.4 مليون دولار من إجمالي التعويضات العام الماضي، وقيدت الغالبية العظمى من تعويضاته لعام 2022 -البالغة نحو 75 في المئة- في أسهم الشركة، إذ يعتمد نصف ذلك على أداء سعر السهم.

وأدلى المساهمون بأصواتهم ضد رواتب كوك بعد أن انخفض سهم آبل بنحو 27 في المئة العام الماضي.

وكانت لجنة التعويضات في مجلس الإدارة قد أوضحت أن كوك أوصى بالتخفيض لنفسه.

وقالت الشركة -في بيان الوكيل السنوي الصادر يوم الخميس- إن اللجنة وازنت المكافآت بين آراء المساهمين والأداء الاستثنائي لشركة آبل وتوصية كوك لتعديل أجره في ضوء التعليقات الواردة.

ووفقاً لمجلة فوربس، يُقدر أن كوك -الذي يرأس شركة آبل منذ عام 2011- يمتلك ثروة شخصية تبلغ 1.7 مليار دولار.

الخلاصة

انخفض سعر سهم شركة آبل، كسائر شركات التكنولوجيا الأخرى العام الماضي، إذ أدت عمليات الإغلاق الناجمة عن فيروس كورونا إلى إغلاق بعض مصانعها في الصين، كما أدت اختناقات سلسلة التوريد والمخاوف من التباطؤ الاقتصادي العالمي إلى إعاقة الطلب، وانخفاض مخزونها.

يعتقد المستثمرون الغاضبون أن الشخص الذي يترأس الشركة يجب أن يرى أيضاً انخفاضاً في أجره.