يعد «أسبوع الفن الإسلامي والهندي والفن الاستشراقي» في لندن الذي يُقام مرتين سنوياً في أبريل وأكتوبر محطة أساسية في يوميات الفن الإسلامي ومنصة لجامعي الأعمال الفنية وأمناء المعارض والخبراء من جميع أنحاء العالم.
سيضم المعرض هذا العام نحو 1200 قطعة عبر مزادات متنوعة تقام بواسطة دور المزادات الرائدة مثل سوذبيز وكريستيز وبونهامز، ومن المتوقع أن يجذب هذا الحدث نحو 1200 جامع من 83 دولة ويحقق مبيعات قدرت سوذبيز أن تفوق الـ14.3 مليون دولار (11 مليون جنيه إسترليني).
ورغم التراجع الذي شهده قطاع المزادات بسبب جائحة كورونا والقيود الاقتصادية خلال السنوات الأخيرة إلّا أن الفن الإسلامي حقق خلال الخمس سنوات الماضية حجم مبيعات تجاوز 383 مليون دولار وتشمل المزايدات والمزايدات الثانوية.
وحققت مزادات سوذبيز لـ«فنون العالم الإسلامي والهند» بين أبريل وسبتمبر 2023 والذي يستعرض مجموعات فنية من المصاحف المزخرفة والمخطوطات الفارسية إجمالي حجم مبيعات قارب 20 مليون دولار (16 مليون جنية إسترليني).
وقال بنديكت كارتر، رئيس قسم الفن الإسلامي، سوذبيز دبي أظهر أحدث مزاد للدار والذي أقيم في أبريل الماضي قوة السوق الحالية، حيث حقق إجمالي مبيعات بلغ 8.4 مليون جنيه إسترليني وهو ما يقارب ضعف التقديرات قبل المزاد وحققت 60 في المئة من القطع المبيعة أسعاراً تفوق تقديراتها الأولوية.
واستقطبت مزادات سوذبيز للفنون الإسلامية على مر الخمس سنوات الماضية والتي تنظمها في لندن أكثر من 1200 من الهواة المجمعين للتحف الفنية من 83 دولة والذين زايدوا بقيمة 383 مليون دولار.
وعلقت كاتيا نونو بويز نائب الرئيس التنفيذي سوذبيز أن اتخاذ دبي كمحطة عرض ضمن جولات سوذبيز العالمية للتحف الفنية المميزة هو أمر يعكس مدى الإقبال والطلب والاهتمام المتزايدة وتيرته مؤخراً في الشرق الأوسط.
وأفادت «شهدنا في المنطقة منذ العام الماضي وحده زيادة بنسبة 43% في عدد جامعي الأعمال الفنية في الشرق الأوسط، وهو مبلغ ضخم للزيادة في عام واحد فقط وهذا يمنح إحساساً بمدى تزايد الشهية، والتعطش للمعرفة، والتعطش للفن».
وأكد كارتر من جهته، زيادة الاهتمام لدى الشباب خلال السنوات الخمس الماضية، حيث رصدت الدار ارتفاعاً في عدد هواة جمع الأعمال الفنية الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً بنسبة تزيد على 200%، «وقد رأينا الكثير من الاهتمام خاصة لدى المشترين من المنطقة بالفن الحديث والمعاصر في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى مجال الفن الإسلامي الواسع جداً».
معايير انتقاء التحف
يضم دار سوذبيز مجموعة واسعة من الفنون الكلاسيكية والمعاصرة من الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، وهي تتنوع بين مجموعة من المخطوطات باللغات العربية والفارسية والتركية بالإضافة إلى المنمنمات واللوحات والسيراميك والأعمال المعدنية والأسلحة والدروع والزجاج والمجوهرات والزخرافيات الجميلة
ويقوم عمل دار سوذبيز للمزادات بجزء كبير منه على السفر للحصول على الأعمال الفنية الإسلامية وبيعها في المزادات نصف السنوية لفنون العالم الإسلامي والهند بالإضافة إلى المبيعات الخاصة.. هذا إلى جانب الاتصال الرقمي المباشر بالدار الذي يمكن المجمعين الاستفادة من النصائح والتقييمات التي يقدمها خبراء الدار.
وشرح كارتر أن عدة عوامل تدخل في تقييم القطعة الفنية بدءاً من أهميتها ومدى جماليتها والشروط الموجودة فيها وصولاً إلى مسارات تعقب مصادر وملكيات القطعة المعروضة.
الهواية مصقولة بالمعرفة
تثقيف ورفع مستوى الوعي من خلال البحث المتعمق والفهرسة، وتنظيم المعارض المجانية، ونشر المقالات الافتتاحية وإنشاء وسائل الإعلام المرئية لتسليط الضوء على هذه الأعمال الفنية، هو من أولويات دار سوذبيز.
وفي هذا الإطار أعربت نونو بويز أن سوق الفن في المنطقة لا تزال سوقاً شابة لكنها مرشحة للنمو و«أن ما نقوم به في دبي هو احتضان المجمعين الجدد من العرب».
ومع موجة الاهتمام بالمتاحف الذي تتبنها دول الخليج وأبوظبي تحديداً، قالت إن الدار تعمل على بناء زخم جديد لجمع الأعمال الفنية والتعرف على الفن.. «لذا فإن كل ما نقوم به يتمحور حول التعرض والتعلم.. ونحن أيضاً نحاول إلهام الناس لتعلم كيفية الجمع، وكيفية بناء مجموعة، وأيضاً كيفية النظر إلى الفن بطريقة مختلفة».