تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحديات بيئية كبيرة، حيث يعاني أكثر من 60 في المئة من سكانها من ضغوط مائية شديدة، ما يجعل إدارة المياه من أولويات المنطقة، في هذا السياق، تأتي التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، كحلول مبتكرة لتحسين استخدام الموارد الطبيعية بشكل أكثر كفاءة، من بين أبرز هذه المبادرات، تأتي «سي فود سوق» في الإمارات التي تلعب دوراً كبيراً في حماية البيئة البحرية وتعزيز الاستدامة.

وقال الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي الشريك المؤسس لشركة سي فود سوق «كشركة إماراتية تصدر تكنولوجيتها إلى عدة دول في العالم مثل جنوب إفريقيا أو حتى في أوروبا نحتاج الثقة والشجاعة لأن نبدأ بمشاريع حتى لو كانت مشاريع صغيرة، لنبدأ بتطبيق التكنولوجيا المتوفرة حتى نستطيع قياس وتحسين البيانات في حماية البيئة البحرية والتنوع البيئي».

التكنولوجيا من أجل استدامة المياه

في مصر، أدت أنظمة الري الذكية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي إلى تقليص استهلاك المياه في الزراعة بنسبة 25%، بينما حققت المبادرات المشابهة في المغرب زيادة في غلة المحاصيل بنسبة 15في المئة على الرغم من شح المياه، هذه الأمثلة توضح الدور المحوري الذي تلعبه التقنيات الحديثة في تحسين إدارة الموارد الطبيعية في المنطقة، وهي بمثابة دعوة للعمل على دمج هذه الأدوات بشكل أوسع في استراتيجيات الاستدامة لدى الحكومات.

دور الذكاء الاصطناعي في حل التحديات البيئية

يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه تكنولوجيا المستقبل، لكنه في الحقيقة يشكل جزءاً حيوياً من حلول اليوم للتحديات البيئية، يشير تقرير «التكنولوجيا من أجل الطبيعة» إلى كيفية استخدام هذه التطبيقات بالفعل لمكافحة التلوث، استعادة الأنظمة البيئية البحرية، وتقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ومع ظهور تقنيات مبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي، تتاح للمنطقة فرص حقيقية للتعامل مع القضايا البيئية بشكل أكثر فاعلية.

مبادرات سي فود سوق لحماية البيئة البحرية

من بين المبادرات التي تبرز في المنطقة، تعتبر «سي فود سوق» نموذجاً ناجحاً في الدمج بين التكنولوجيا وحماية البيئة البحرية، من خلال شراكة مع «ميرسك» للشحن البحري، تقوم «سي فود سوق» بتطوير حلول مبتكرة في سلسلة توريد المأكولات البحرية، أحد أبرز هذه الحلول هو سجل «GDST» الرقمي الذي يستخدم تقنية تتبع SFS Trace، ما يسهم في تحسين العمليات في مصايد الأسماك، خصوصاً في أحد أكبر مصايد التونة في جنوب إفريقيا، هذه المبادرة تسهم في ضمان استدامة المصادر البحرية وحمايتها من الاستغلال المفرط، ما ينعكس إيجابياً على البيئة وصحة النظام البيئي البحري.

تُظهر هذه المبادرات كيف يمكن للتكنولوجيا، خاصة الذكاء الاصطناعي، أن تلعب دوراً حيوياً في تعزيز استدامة الموارد الطبيعية وحماية البيئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن دمج هذه التقنيات في استراتيجيات إدارة المياه وحماية البيئة البحرية هو خطوة أساسية نحو تحقيق الأمن البيئي في المنطقة.