خلال أشهر قليلة ارتفعت نسبة البنوك المركزية التي تعمل على إصدار عملتها الرقمية إلى نحو 90 في المئة، ومن أحدث البنوك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المنضمة إلى هذه الفئة البنك المركزي الإماراتي.
وقع المركزي الإماراتي اتفاقية مع شركتي «G42 Cloud» و «R3»لبدء تنفيذ استراتيجية العملة الرقمية للمصرف المركزي.
وتأتي هذه الشراكة بعد نجاح مبادرات عدة، من ضمنها مشروع «عابر» مع البنك المركزي السعودي خلال 2020.
كما شهدت المنطقة مبادرة البنك المركزي المصري، الذي أعلن بحث تطبيق هذا النوع من العملات، والمركزي التركي الذي أعلن عن إجراء أول عملية دفع عبر شبكته الرسمية بالليرة التركية الرقمية.
وفي حديثه مع CNNالاقتصادية أرجع برادلي أولغود، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «Fluent Finance» سبب استخدام البنوك المركزية للعملات الرقمية إلى قدرتها على تسوية المعاملات فيما بينها.
وأضاف «الآن أصبح لديهم القدرة على إعداد التسويات بشكل منظم ومبرمج بمجرد إضافة نظام دفتر الأستاذ الموزع، كما أصبح لدى لبنوك المركزية القدرة على التسوية الآنية، والدفع السريع والمعاملات العابرة للحدود».
كما أوضح أولغود أن البنوك المركزية في المنطقة تتجه إلى استخدام هذه العملات، لتقليل اعتمادها على الفيدرالي الأميركي، ما يفتح لهم قنوات دفع جديدة.
ويأتي هذا الزخم على العملات الرقمية حول العالم بالتزامن مع انتشار العملات المشفرة، فالبنوك المركزية حول العالم لاحظت أهمية استخدام العملات عبر الإنترنت، ولكن هذا الأمر خلق لغطاً بين الأفراد، الذين اعتقدوا أن العملات المشفرة والرقمية شيء واحد.
وعلى الرغم من هذا اللغط فإن هناك فروقات جوهرية بين النوعين.
أولاً صفة «المركزية»، فالأسس التي بُنيت عليها العملات المشفرة هي تحررها من سيطرة البنوك المركزية، فالمشروع بأكمله هو شكل من أشكال التمرد على النظام المالي العالمي، أما العملات الرقمية فهي من إصدار البنوك المركزية، وخاضعة لرقابتها، فهي كالدولار واليورو والدرهم، ولكن ضمن محفظة رقمية ويمكن تصنيفُها على أنها النسخة الرقمية للعملات التقليدية.
ويتم تشبيه هذه الفئة من العملات الرقمية بالأموال التي نودعها في الحسابات البنكية وفي بطاقات الائتمان بهدف الشراءِ الإلكتروني.
أما الفرق الثاني، فهو موعد التقلبات، فمثلاً عملة بيتكوين فقدت ثلثي قيمتها في نحو عام واحد فقط، ولذلك وعلى الرغم من استخدام البعض للعملات المشفرة والرقمية وكأنهما مُتشابهتان، لكنهما تختلفان جوهرياً، وأكد أولغود أن هذه التقلبات تجعل استخدام العملات المشفرة بشكل يومي صعباً للغاية.