يبدو أن سياسة التشدد التي تنتهجها الإدارة الأميركية تجاه الكريبتو، والتي دفعت العديد من الشركات المالكة لمنصات تبادل العملات المشفرة إلى البحث عن بيئة أعمال مواتية لنشاطها خارج الولايات المتحدة، تحت المجهر.
فأخيراً صدر عن المحكمة الفيدرالية الأميركية أواخر شهر أغسطس آب الماضي قرار يُلزم هيئة الأوراق المالية الأمريكية بإعادة النظر لممانعتها طلب شركة «غراي سكيل» في تحويل صندوق الوصايا للعملات المشفرة GBTC إلى صندوق التداول بمؤشر العملات المشفرة أو ETF.
ما هو صندوق مؤشر البيتكوين؟
يقول راشد الخزاعي الخبير الاقتصادي والمستشار في العملات المشفرة لـ«CNN الاقتصادية»، «إن صندوق مؤشر بيتكوين الفوري هو نوع من الأوراق المالية تماماً كالأسهم والسندات والسلع، وهو مدرج على البورصة التقليدية ومن شأنه مراقبة السعر الفعلي للعملات المشفرة» بخلاف صناديق مؤشرات البيتكوين المتداولة في العقود الآجلة والتي تفسح مجال المضاربة على أسعار العملات المستقبلي.
وتتيح الموافقة على إنشاء صندوق فوري لمؤشر البيتكوين على المدى الطويل الانتقال بالعملات المشفرة من أصول رقمية غير منظمة إلى أصول مشروعة تحقق نوعاً من المساواة بينها وبين غيرها من السلع المتداولة كالذهب والفضة على سبيل المثال.
رغم المقاومة… فوائد كثيرة
لا تزال هيئة الأوراق المالية الأميركية تؤجل استكمال الإجراءات القانونية للترخيص لمثل هذه الصناديق والمقدمة من عدة شركات كفيدلتي وبلاك روك.
ويقول الخزاعي «هذا شيء طبيعي فلطالما سبقت الريادة والابتكار التشريع ولا نتوقع من المشرع أن تكون لديه وتيرة السرعة في التنفيذ والبحث والموارد».
ولفت إلى أنها المرة الأولى التي يُنظر فيها لورقة مالية بهذا الحجم وفي هذه الفترة من الدورة الاقتصادية، موضحاً أن إنشاء مثل هذه الصناديق سيفتح المجال أمام غيرها من المشاريع والابتكارات في أوراق مالية للطرح على السوق العام بشكل أسرع وبتكاليف أقل.
وأوضح أن التداول بهذه الصناديق كفيل بإلغاء كل التعقيدات التقنية والفنية المعنية بالتعامل مع عملات المشفرة، لا سيما أن المتداولين تنقصهم الثقة بقدراتهم التقنية للتداول في العملات المشفرة.
ومن شأن هذه الصناديق -حسب رأيه- تبسيط التعامل الذي يتم بشكل مباشر وبصورة فورية دون اللجوء الى المحافظ الرقمية ومنصات تداول المخصصة للعملات المشفرة.
وسيستفيد المستثمر الفرد من عبء مسؤولية التأكد والتدقيق ما قبل الشراء ومسؤولية الأمان والخصوصية والحماية ومن مخاطر تخزين العملة بعد عملية الشراء.
الكريبتو والعالم العربي
وأثنى الخزاعي على الدور الذي تلعبه دول الخليج لا سيما الإمارات، التي تعتبر سبَّاقة في تنظيم سوق العملات المشفرة، مرجحاً أن تباشر السعودية قريباً ورش عمل لتنظيم وابتكار أدوات مالية.
وتوقع أن تلعب دول الخليج دوراً بارزاً كواجهة مالية عالمية، ناصحاً باقي الدول العربية بأن تتنبه للتغيرات حتى لا يفوتها القطار وفرص التوظيف التي توفرها هذه التكنولوجيا.
وختم بأن القيمة الحقيقية لهذه الصناديق تتمثل في ضخ سيولة من نوع جديد «وهذا ما يحتاج إليه البيتكوين للحفاظ على سعره الذي اعتبر أنه لا يزال مرتفعاً نوعاً ما».