في ظل الاستعداد لموسم الأعياد، يتجلى واقع مالي مربك يعيد التساؤلات حول اتجاهات عادات الإنفاق والديون المتزايدة، وتُظهر الإحصاءات في الولايات المتحدة الأميركية أن ديون بطاقات الائتمان قد تجاوزت تريليون دولار، مُسجلةً مستوى قياسياً.
ورغم هذا المستوى المقلق، أظهر استطلاع لبنك تي دي (TD) أن 96 في المئة من المتسوقين يخططون لزيادة إنفاقهم خلال موسم الأعياد، ويعتزم نصفهم الحصول على المزيد من الديون لتغطية هذه المصروفات.
الإنفاق الاستهلاكي الأميركي: ديون قياسية وعادات شرائية
مع هذا الإنفاق المتزايد، أشار 62 في المئة من الأميركيين في نوفمبر تشرين الأول إلى عدم قدرتهم على الادخار من رواتبهم، بارتفاع من 58 في المئة في مارس، كما أعرب نحو 74 في المئة عن شعورهم بالتوتر بسبب أوضاعهم المالية، بحسب تقرير صادر عن ليندنغ كلوب (Lending Club).
ميزانيات السفر في دول الخليج
وتشهد المنطقة أنماطاً مشابهة في سلوكيات الإنفاق، إذ يشير استطلاع لشركة الاستشارات ألفاريز ومارسال إلى أن الضغوط الاقتصادية الأخيرة لم تؤثر سلباً على ميزانيات السفر لدى المستهلكين هذا العام، وعلى عكس ذلك فقد أفاد نحو 80 في المئة من المشمولين في الاستطلاع بدول مجلس التعاون الخليجي بأنهم يخصصون المزيد من الأموال لأغراض السفر، وذكر نصفهم تقريباً أن ميزانياتهم للسفر قد زادت «بشكل كبير».
يعزو تقرير ألفاريز ومارسال هذا التحول في سلوك المستهلكين إلى الرغبة في الإنفاق بعد جائحة كورونا، والتي أصبحت نمطاً مستداماً، وهذا يفسر التعافي الملحوظ في قطاع العُطلات مقارنة ببقية قطاعات الإنفاق الاختياري.
وعادة مع اقتراب موسم الأعياد يتجدد النقاش حول كيفية إدارة الميزانيات، وتثار التساؤلات إذا ما كان الأفراد سيتجهون إلى المدخرات المتوفرة لديهم لتغطية نفقات السفر والأعياد، أم سيعتمدون على بطاقات الائتمان وما يترتب عليها من ديون متزايدة.
تابعوا حلقة ديون وائتمان مع مراسلة CNN الاقتصادية، بولا نوفل.