في عام 2025، لم يعد منشئو المحتوى مجرد مؤثرين رقميين، بل تحولوا إلى روّاد أعمال متكاملين؛ يبنون علامات تجارية، ويقودون استثمارات، ويديرون فرق إنتاج وشبكات توزيع.
يتصدر المشهد «مستر بيست» بإيرادات بلغت 85 مليون دولار، يليه نجوم تيك توك ويوتيوب ممن وسّعوا نشاطهم ليشمل البث المباشر، والعلامات التجارية، والاستثمارات الأخرى.
ومع دخول الذكاء الاصطناعي في عمليات الإنتاج بات المؤثرون يديرون أعمالاً متكاملة تنافس شركات الإعلام التقليدي.
في هذا التقرير، نسلّط الضوء على أغنى 5 مؤثرين لعام 2025، ونكشف بالأرقام كيف تحوّلوا من صُنّاع محتوى إلى روّاد أعمال عالميين.
وفقاً لتقرير حديث صادر عن مجلة فوربس، بلغت أرباح أغنى 50 منشئ محتوى على يوتيوب وتيك توك وإنستغرام نحو 853 مليون دولار عام 2025، بزيادة قدرها 18 في المئة مقارنة بالعام السابق.
هذه الأرقام لا تشمل صفقات الأسهم التي يحصل عليها المؤثرون مقابل شراكاتهم مع العلامات التجارية الكبرى.
وأعلنت منصة يوتيوب أن مليار ساعة من محتواها تتم مشاهدته يومياً على شاشات التلفزيون، ما يعكس تحولاً في سلوك الجمهور نحو استهلاك المحتوى الرقمي بالطريقة نفسها لاستهلاك التلفزيون التقليدي.
وإليك حجم ثروات أغنى 5 مؤثرين في العالم لعام 2025:
يُعد جيمي دونالدسون، المعروف باسم «مستر بيست»، من أبرز الأمثلة على تحوّل المبدع إلى رجل أعمال رقمي متكامل.
ففي عام 2025، بلغت أرباحه 85 مليون دولار، مع قاعدة جماهيرية تتجاوز 634 مليون متابع، ومتوسط تفاعل يُقدّر بـ1.39 في المئة.
ووسّع دونالدسون نشاطه ليشمل سلسلة مطاعم «مستر بيست برجر»، وعلامة الحلويات «فيستابلز»، وبرنامج «بيست جيمز» على أمازون برايم، ما يثبت أن المحتوى الرقمي أصبح بوابة لأعمال تجارية متكاملة.
حقق دار مان أرباحاً وصلت إلى 56 مليون دولار، مستفيداً من جمهور يضم أكثر من 137 مليون متابع.
وعلى الرغم من أن متوسط التفاعل مع محتواه لا يتجاوز 0.17 في المئة، فإن النموذج الإنتاجي الذي يعتمده يتميز بالاستدامة والتكرار العالي.
وأسس مان استوديو هوليوود متكاملاً في لوس أنجلوس يوظف مئات الأشخاص، ويقدم محتوى قصصياً يرتكز على القيم والدروس المجتمعية، ما أهّله لعقد شراكات مع شركات كبرى مثل غوغل وميتا.
بلغت أرباح جيك بول 50 مليون دولار، بفضل مزجه الفريد بين الترفيه والرياضة.
وتُعدّ مباراته ضد مايك تايسون، التي بثتها نتفليكس، تحولاً مهماً في مجال البث الرياضي المباشر عبر المنصات الرقمية.
ويمتلك بول جمهوراً من 79 مليون متابع، مع معدل تفاعل يبلغ 2.33 في المئة، كما أطلق مسلسلاً تلفزيونياً على شبكة HBO بالشراكة مع شقيقه، في توسع واضح نحو الإعلام التقليدي.
يُعدّ الثنائي ريت ولينك من أبرز الأسماء في صناعة المحتوى الكوميدي الرقمي، إذ بلغت أرباحهما 36 مليون دولار في عام 2025، ويملكان جمهوراً من 33.8 مليون متابع.
ووسّع الثنائي نشاطهما الكوميدي ليشمل قنوات بث على «روكو» و«أمازون برايم» و«سامسونغ»، إضافة إلى فعاليات حية وكتاب طبخ حقق مبيعات عالية.
في خلفية هذا النجاح، يدير الثنائي صندوقاً خاصاً لدعم المواهب الناشئة من صُنّاع المحتوى، في خطوة تعكس التزامهما ببناء منظومة مستدامة للمبدعين الرقميين.
تحولت أليكس كوبر من مجرد مقدمة بودكاست إلى مؤسسة إعلامية متكاملة، بعد توقيع عقد بقيمة 125 مليون دولار مع SiriusXM، إذ توسعت شبكة برامجها لتشمل سبعة عروض جديدة.
وبلغت أرباحها السنوية 32 مليون دولار، بينما بلغ عدد متابعيها 15 مليوناً، مع معدل تفاعل مرتفع يصل إلى 3.79 في المئة.
كما أطلقت أليكس مشروب «Unwell Hydration»، الذي حجز مكانه في المتاجر الكبرى، وأصبح شريكاً رسمياً للدوري الأميركي لكرة القدم النسائية.
أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من استراتيجية إنتاج المحتوى، فبفضل التحليلات الدقيقة، يتمكن المبدعون من فهم جمهورهم بشكل أعمق، وإنتاج محتوى مخصص بأقل تكلفة وفي وقت قياسي.
ويرى خبراء من غولدمان ساكس أن هذه الأدوات قللت عوائق الإنتاج، وأسهمت في تسريع وقت طرح المنتجات والمحتوى في السوق، ما يخلق قيمة اقتصادية مباشرة للمبدعين.
تشير التقديرات إلى أن عدد المبدعين في العالم بلغ 67 مليوناً عام 2025، ومن المتوقع أن يتجاوز 100 مليون بحلول عام 2030.
ويؤكد هذا الاتجاه أن صناعة المحتوى ليست مجرد موجة عابرة، بل هو قطاع اقتصادي واعد يشهد نمواً متسارعاً.