أشاد الرئيس الأميركي جو بايدن، بالتقدم المُحرز في اقتصاد بلاده خلال عامين من توليه حقبة الرئاسة، قائلاً إن اقتصاد الولايات المتحدة كان «يترنح» قبل عامين من الآن، لكن إدارته نجحت في خلق رقم قياسي من الوظائف قدره 12 مليون وظيفة جديدة في غضون عامين، وهو رقم كبير لم ينجح أي رئيس آخر في تحقيقه خلال 4 سنوات.

وأضاف بايدن -مساء الثلاثاء في أول خطاب له أمام جلسة مشتركة للكونغرس الأميركي منذ أن سيطر الجمهوريون على مجلس النواب في يناير كانون الثاني- أن معدل البطالة تراجع إلى 3.4 في المئة، عند أدنى مستوى له منذ 50 عاماً.

وأشار إلى أن إدارته نجحت في خفض معدلات التضخم التي وصلت إلى مستويات قياسية عالمياً بسبب نقص سلاسل التوريد والحرب الروسية على أوكرانيا، التي عطلت إمدادات الطاقة والغذاء.

وأضاف أن بلاده كانت تصنع ما يقرب من 40 في المئة من الرقائق الإلكترونية، لكن هذه النسبة تراجعت إلى 10 في المئة خلال العقود القليلة الماضية، ما عطل عمليات التصنيع، وتسبب في ارتفاع أسعار السيارات وكل شيء من الثلاجات إلى الهواتف المحمولة.

سقف الدين الأميركي

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن إدارته نجحت في خفض العجز بأكثر من 1.7 مليار دولار، وهو أكبر خفض للعجز في التاريخ الأميركي، مشيراً إلى أنه في ظل الإدارة السابقة ارتفع العجز في أميركا أربع سنوات متتالية، ما تسبب في زيادة معدلات الدين الوطني بنحو 25 في المئة خلال سنوات حكم الرئيس السابق، وهو معدل لم تشهده البلاد في عهد أي رئيس آخر.

وتساءل بايدن «كيف استجاب الكونغرس لكل هذه الديون؟ لقد رفعوا سقف الدين ثلاث مرات دون شروط مسبقة أو أزمة، بدلاً من جعل الأثرياء يدفعون نصيبهم العادل، يريد بعض الجمهوريين إنهاء الرعاية الطبية والضمان الاجتماعي كل خمس سنوات، وإلّا سيتركون أميركا تتخلف عند سداد ديونها، لن أدعَ ذلك يحدث».

ولامست الولايات المتحدة سقف الاقتراض البالغ 31.4 تريليون دولار، ويعارض الجمهوريون رغبة الرئيس الأميركي جو بايدن في رفع سقف الدين، الذي يهدد بتخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها لأول مرة في التاريخ.

سقف الديون هو الحد القانوني الأقصى الذي يحدده الكونغرس الأميركي بشأن حجم الأموال التي يمكن لواشنطن اقتراضها، والمحدد اليوم عند نحو 31.4 تريليون دولار.

قانون خفض التضخم

وقال الرئيس الأميركي «لا يمكننا أن ندع ذلك يحدث مرة أخرى، بدعم من الشركات التي أعلنت عن استثمارات تزيد على 300 مليار دولار في التصنيع خلال العامَين الماضيين».

وأشاد بايدن بقانون خفض التضخم، واصفاً إياه بأنه أهم قانون على الإطلاق لمعالجة أزمة المناخ، وخفض فواتير الخدمات، وخلق فرص عمل جديدة، وقيادة العالم نحو مستقبل طاقة نظيفة.

وانتقد بايدن شركات النفط الكبرى التي حققت أرباحاً قياسية تصل إلى 200 مليار دولار في خضم أزمة الطاقة العالمية، لكنها استثمرت نسبة قليلة جداً من هذه الأرباح لزيادة الإنتاج المحلي والمساهمة في خفض أسعار الغاز، مشيراً إلى أنها استغلت تلك الأرباح في إعادة شراء أسهمهم الخاصة، ومكافأة الرؤساء التنفيذيين والمساهمين.

واقترح بايدن، مضاعفة الضريبة أربع مرات على عمليات إعادة شراء أسهم الشركات لتشجيع الاستثمارات طويلة الأجل بدلاً من ذلك.

التعاون مع الصين

وأكد بايدن التزامه بالعمل مع الصين حيثما أمكن لتعزيز المصالح الأميركية وإفادة العالم، مشدداً على أن بلاده في أقوى وضع منذ عقود لمنافسة بيجين أو أي دولة أخرى.

وقال بايدن «إذا هددت الصين سيادتنا فسنعمل على حماية بلدنا، لنكن واضحين الفوز بالمنافسة على الصين يجب أن يوحدنا جميعاً، نحن نواجه تحديات خطيرة في جميع أنحاء العالم».