في اليوم التمهيدي قبل الانطلاق الرسمي للقمة العالمية للحكومات التي تنعقد في دبي اعتباراً من يوم الاثنين نُظمت أربعة منتديات؛ من منتدى المالية العامة إلى المنتدى البياني العالمي، فمنتدى أهداف التنمية المستدامة، والاجتماع العربي للقيادات الشابة، وذلك بمشاركة واسعة من كبار المسؤولين والخبراء وصنّاع القرار.

ولعل أبرز التصريحات التي أُطلقت خلال هذا النهار الطويل، هو للمديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، أمام الدورة السابعة من منتدى المالية العامة للدول العربية.

إذ قالت جورجييفا إن «الدين العام في العديد من اقتصادات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مبعث قلق»، وحثت الحكومات على تعزيز المتانة من خلال سياسات مالية للحماية من الصدمات.

وتطرقت جورجييفا إلى الزلزال المدمر الذي وقع في تركيا وسوريا، والذي «تسبب في مأساة هائلة للأفراد، لكنه تسبب أيضاً في تأثير كبير جداً على الاقتصاد التركي».

مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، جهاد أزعور، قال خلال جلسة تطورات وآفاق الاقتصاد الكلي في المنتدى نفسه، إن الصندوق يتوقع تباطؤ معدل النمو في المنطقة خلال 2023.

وفي حديث مع «CNN الاقتصادية»، قال محمود محي الدين، المدير التنفيذي في صندوق النقد الدولي، إن الاقتصاد التركي الذي كان يُتوقع أن يشهد نمواً نسبته ثلاثة في المئة في 2023 سيعاني تراجعاً على المدى القصير، لكن يمكن أن تنقذه الاستثمارات في القطاعات المتضررة.

يُذكر أن الدورة السابعة من منتدى المالية العامة للدول العربية، الذي نظمته وزارة المالية الإماراتية بالشراكة مع صندوق النقد العربي، ناقشت أيضاً الفرص والتحديات المستقبلية للعمل المالي الحكومي.

وقال المدير العام رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي، عبدالرحمن بن عبدالله الحميدي، إن الاقتصاد العالمي يواجه تحديات عديدة منها ارتفاع الأسعار وتشديد السياسات المالية والنقدية لاحتواء الموجة التضخمية العالمية.

وفي حديث حصري آخر لـ«CNN الاقتصادية»، قال وكيل وزارة المالية الإماراتية يونس الخوري «تحديات كبيرة تواجه الدول العربية، وأهمها رفع أسعار الفائدة الذي يتبعه الاحتياطي الفدرالي، والذي يؤدي إلى ارتفاع نسب الديون الخارجية بالدولار على بعض الدول العربية، على عكس دول الخليج التي تعتبر في وضع جيد».

الزلزال الذي وقع في تركيا وسوريا أعطى دليلاً جديداً على ضرورة وضع الاستدامة والاحتراز من الكوارث المحتملة -لا سيما تلك التي قد تنتج عن تغير المناخ- كأولوية في برامج الحكومات حول العالم، فهل تكون القمة العالمية للحكومات -المنعقدة على مدار ثلاثة أيام تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل»- والمنتديات المماثلة منبراً لرسم الخطط اللازمة لوضع المستقبل البشري على مسار مستدام؟