دعت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا، العالمَ إلى التفاؤل بالوضع الاقتصادي العالمي خلال عام 2023، مؤكدةً أن مخاطر الدخول في حالة ركود تتضاءل.
وقالت في حديثها إلى مراسل «CNN» ريتشارد كويست، خلال مشاركتها في إحدى جلسات القمة العالمية للحكومات، التي افتتحت أعمالها رسمياً يوم الاثنين في دبي، عن الأسباب التي تشير إلى قرب تحسن الحالة الاقتصادية العالمية: «إن قوة أسواق العمل في كل من الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى إعادة فتح الاقتصاد الصيني بنشاطه الكامل بعد سنوات الجائحة، كلها مؤشرات تدلّ على تضاؤل احتمالات حدوث ركود عالمي».
ولفتت جورجييفا إلى أن الأسواق اليوم تشير إلى أن السوق الأميركية تتفادى بالفعل الركود، والصينيين ينفقون بشكل جيد.. كل هذه عوامل إيجابية.
وأشارت جورجييفا إلى توقعاتها باستمرار البنوك المركزية في رفع أسعار الفائدة خلال عام 2023، كما توقعت أن تنتهي الحاجة لها بحلول عام 2024، وقالت: «نعم سيبقى التشديد بالسياسة النقدية هذا العام، لكن لن يستمر هذا الأمر العام المقبل».
منطقة الخليج
وأشادت جورجييفا بأداء اقتصادات منطقة الخليج، موضحةً أن السبب وراء صمودها في وجه الأزمات العالمية الأخيرة لا ينحصر في قوة قطاعاتها النفطية، إنما يعتمد على سياستها الإصلاحية الاقتصادية التي وصفتها بالـ«ناضجة»، وخططها لتنويع مصادر دخلها والتوسع في فرض الضرائب، إضافةً إلى نجاحها في جذب المزيد من استثمارات القطاع الخاص.
وقالت: «هناك مقولة إن دول الخليج حققت كل هذا النمو بفضل أسعار النفط والغاز المرتفعة، وهذا ليس صحيحاً»، موضحةً أن «دول الخليج العربي، وخصوصاً دولة الإمارات، شجعت بشكل كبير الاستثمارات الخاصة، وفرص العمل لديها بالاعتماد على الكفاءة، وتمتعت بالتنافسية الكبيرة».
وأضافت أن «دول الخليج العربي لم تجمع الأموال فقط، بل أحسنت إنفاقها بشكل صائب جداً».
وختمت جورجييفا حديثها بالقول «علينا بالفعل أن نشكر اقتصادات مثل دول الخليج والهند على الدفع الإيجابي الذي قدمته للاقتصاد العالمي بتسجيلها نشاطاً قوياً».
زلزال تركيا
وفي تعليقها على الدمار الذي سبّبه زلزال تركيا وسوريا الأسبوع الماضي، عبّرت مديرة صندوق النقد الدولي عن ثقتها في المؤسسات الدولية التي تعمل على جمع التبرعات وتقديم الإغاثة للناجين، بما في ذلك «الصليب الأحمر الدولي» و«اليونيسيف» و«برنامج الغذاء الدولي».
وتطرقت بشكل خاص إلى سوريا، قائلةً «لقد عانى السوريون الكثير منذ فترة طويلة، وحان الوقت الآن لنا جميعاً للوقوف إلى جانب الأشخاص المنكوبين والحصول على المساعدة للتحرك بشكل أسرع للوصول إلى ما يحتاجون إليه، إنها مسؤولية المجتمع الدولي للعمل».
(شاركت بالتغطية رهام درويش)