تجتمع الولايات المتحدة والصين يوم الجمعة على طاولة حوار افتراضية قد يكون أحد أهم ملفاتها الشائكة مسألة الديون.

وبادرت الهند إلى صياغة اقتراح لدول مجموعة العشرين لمساعدة الدول المَدينة التي تضررت بشدة من التداعيات الاقتصادية لانتشار جائحة كورونا، والحرب الروسية- الأوكرانية، من خلال مطالبة المقرضين -بما في ذلك الصين، أكبر دائن سيادي في العالم- بخفض كبير على القروض.

ويشمل الحوار مسؤولين من البلدان التي طلبت معالجة الديون بموجب الإطار المشترك لمجموعة العشرين، وهي إثيوبيا وزامبيا وغانا، بالإضافة إلى البلدان المتوسطة الدخل مثل سريلانكا وسورينام والإكوادور.

ديون العالم

وبلغ إجمالي الديون في العالم 350 تريليون دولار بنهاية عام 2022.

ويشكل هذا المبلغ الضخم، ارتفاعاً من 235 تريليون دولار في 2021، و226 تريليون دولار نهاية عام 2020، حسب ما تشير أرقام معهد التمويل الدولي «IIF».

من جهة أخرى، أشار البنك الدولي في تقريره الصادر مؤخراً، وفيه ملخص عن ديون الدول لعام 2022، أن 60 في المئة من البلدان الخاضعة للإطار المشترك بين البنك الدولي وصندوق النقد الدولي معرضة -بشكل كبير- لمخاطر ضائقة الديون أو تعاني منها بالفعل.

وأوضح البنك الدولي أن أبرز الأسباب تكمن في الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها على اقتصادات العالم ككل بعد أن أدت إلى ارتفاع قياسي بمعدلات التضخم خصوصاً على صعيد الغذاء والطاقة، بالإضافة إلى أن غالبية الدول النامية لم تتعافَ كلياً من تداعيات انتشار جائحة كورونا.

وأبلغ مصدران بالحكومة الهندية وكالة «رويترز» أن هذا التجمع يُعتبر أول حدث رئيسي خلال رئاسة الهند لمجموعة العشرين، وهي كتلة تتألف من أكبر الاقتصادات في العالم.

إعادة هيكلة ديون الدول المتعثرة

قال صندوق النقد الدولي يوم الثلاثاء إنه سيعقد اجتماعاً افتراضياً مع البنك الدولي والهند والصين والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة ومجموعة الدول السبع لمحاولة التوصل إلى تفاهمات مشتركة حول المعايير والمبادئ والتعاريف الخاصة بكيفية إعادة هيكلة ديون الدول المتعثرة.

وكشف أحد المسؤولين الهنود، دون الكشف عن اسمه، لوكالة رويترز أن «الهند تصمم اقتراحاً لمحاولة إقناع دول مثل الصين بخفض كبير في إقراض الدول التي تواجه صعوبات».

وردت الصين بأن «موقفها الثابت هو أن المؤسسات المالية المتعددة الأطراف والدائنين التجاريين، الذين يمتلكون الجزء الأكبر من ديون البلدان النامية، يجب أن يشاركوا في جهود تخفيف الديون».

الدول الأكثر تضرراً

يعاني اثنان من جيران الهند، هما باكستان وسريلانكا، من أزمة اقتصادية خانقة، ويطلبان المساعدة الدولية بشكل عاجل قبل نفاد العملات الأجنبية لسداد قيمة الواردات الحيوية.

وقد أخبرت الهند ونادي باريس للدائنين صندوق النقد الدولي مؤخراً أنهما يدعمان خطة إعادة هيكلة ديون سريلانكا، حيث سعت الدولة المفلسة للحصول على قرض بقيمة 2.9 مليار دولار.

وقالت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر إنها مستعدة للقيام بدورها أيضاً، لكنها «تحتاج إلى رؤية ضمانات موثوقة ومحددة بأن الصين ستفي بمعايير صندوق النقد الدولي لتخفيف الديون».

وبالفعل، عرض بنك الصين للاستيراد والتصدير على سريلانكا تأجيل سداد ديونها لمدة عامين، مفيداً بأنه سيدعم جهود البلاد لتأمين برنامج صندوق النقد الدولي، وهو ما قال مصدر بالحكومة السريلانكية لوكالة «رويترز» إنه «غير كاف».

62 مليار دولار خدمة الديون

يُذكر أن رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس، أفاد بأن أفقر دول العالم مدينة بمبلغ قدره 62 مليار دولار في خدمة الديون السنوية للدائنين الثنائيين هذا العام، بزيادة سنوية قدرها 35 في المئة، وهو أمر قد يؤدي إلى ارتفاع مخاطر التخلف عن السداد.

(المصدر: رويترز)