اتفاق المُصالحة السعودي الإيراني.. تطبيع دبلوماسي بوساطة صينية، فرضته -بحسب الخبراء والمعلقين- التحديات الجيوسياسية والاقتصادية التي تمرّ بها المنطقة، فضلاً عن مساعي التحول إلى الطاقة النظيفة، معتبرين ألا سبيل إلى تحقيق التنمية الاقتصادية في بيئة مضطربة.

فالخلافات السياسية تؤثر سلباً على جهود التنمية وتهدر ثروات البلدين الغنيين بموارد الطاقة.

وفي خطوة فاجأت الكثيرين، قال وزير المالية السعودي إن هناك الكثير من الفرص للاستثمارات السعودية في إيران، والتي يمكن أن تتبلور سريعاً جداً.

استثمارات سعودية في إيران؟

توقع خبراء أن يكون قطاع النفط والغاز في مقدمة القطاعات التي قد تستثمر فيها السعودية في إيران، لا سيما في ظل ارتفاع الأسعار،

وهو ما يفتح مجالاً للاستثمارات العربية في وقت تشتد فيه حاجة طهران إلى مردود مالي سريع في ظل العقوبات المفروضة عليها.

تزامن إعلان الاتفاق مع بيانات إيجابية بالفعل لصادرات الطاقة الإيرانية، فقد ارتفعت صادرات النفط إلى أعلى مستوى لها منذ إعادة فرض العقوبات الأميركية في 2018، وفق ما أُعلن بعد ساعات من توقيع الاتفاقية.

وأظهرت أرقام رسمية تصدير نحو 83 مليون برميل نفط إضافي في السنة الفارسية الحالية التي بدأت في 21 مارس آذار 2022 مقارنة بالسنة السابقة، كما ازدادت صادرات الغاز بنسبة 15 في المئة في 2022-2023 مقارنة بالعام 2020-2021.

أ

مّا الريال الإيراني فقد ارتفع سعره مقابل الدولار الأميركي بعد ساعات من الإعلان عن اتفاق المصالحة واستئناف العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض.

وبلغ سعر العملة الأميركية نحو 450 ألف ريال مقابل 500 ألف قبل الإعلان عن المصالحة، وهي العملة التي كانت قد فقدت 30 في المئة من قيمتها منذ بدء الاحتجاجات الإيرانية في سبتمبر أيلول 2022.

استقرار سوق النفط

بما أن البلدين الموقعين لاعبان بارزان في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك

»، يتوقع الخبراء أن يُفضي التطبيع بينهما إلى استقرار سوق النفط وسلاسل الإمداد العالمية.

أما بالنسبة لبعض البلدان العربية التي تتمتع فيها إيران بنفوذ واسع، فأكّد عبدالله باعبود، الخبير في مركز «كارنيغي»، في مقابلة مع «CNN الاقتصادية»، أنه من المتوقع أن تشهد أوضاعها الاقتصادية تحسناً.

المصالحة التي تمت بوساطة صينية تطرح أيضاً العديد من الأسئلة فيما يتعلق بدور الصين الاقتصادي والسياسي المتنامي في المنطقة العربية، وإمكانية أن تحُل -ولو تدريجياً- محل الولايات المتحدة، التي لطالما كانت الحليف الدولي الأبرز لدول منطقة الشرق الأوسط.