في الخرطوم، قصف مكثّف على مستشفى المعلم أجبر العاملين فيه على الإخلاء، تاركين بعض المرضى وراءهم في ظل حرب فتاكة يشهدها السودان.
ومع اشتداد القصف، تجمع الطاقم الطبي والمرضى في الممر.. وأقاموا الصلاة.
يقول أحد الممرضين، متحدثا إلى CNN، «في البداية كنا نصلي من أجل الخلاص، ثم عندما اشتد القصف، بدأنا في مناقشة الجزء الأكثر ألماً في الجسم إذا تم إطلاق النار عليه وبدأنا نصلي بدلاً من ذلك أن نموت دون ألم».
يقع المستشفى على بُعد أمتار من مقر الجيش السوداني، وقال عاملون في الطاقم الطبي إن المستشفى يحتضن عشرات من الجنود الجرحى وأسرهم، كما تعرض جناح الولادة بالمستشفى للقصف، ما أدى إلى انهيار جدار هناك، بحسب موظفي المستشفى.
وقال أحد الممرضين إن طفلاً عمره ست سنوات توفي في المبنى، وأصيب طفلان آخران بجروح خطيرة.
مَن عليه اللوم؟
ليس من الواضح ما إذا كانت قوات الدعم السريع قد سيطرت على المستشفى في الوقت الذي تحاول فيه الاستيلاء على مقر الجيش القريب منها، وهو نقطة اشتعال في عمليات العنف بالخرطوم.
يتفشى نقص الغذاء والماء والكهرباء حيث عانى السودان لليوم الرابع من القتال الذي انتشر من الخرطوم في جميع أنحاء البلاد.
وقال أحد الممرضين بمستشفى طاله العنف، «لم تكن هناك كهرباء ولا مياه داخل المستشفى.. لم يكن أي من معداتنا يعمل، وامرأة كانت تأوي معنا ولديها طفل عمره يومان.. أنا لا أعرف حتى ما حدث لها».
تحالف مكسور
حتى وقت قريب، كان محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع، وعبد الفتاح البرهان، قائد الجيش، حليفين. عمل الاثنان معاً للإطاحة بالرئيس السوداني المخلوع عمر البشير عام 2019، ولعبا دوراً محورياً في الانقلاب العسكري في عام 2021.
ومع ذلك، نشأت التوترات خلال المفاوضات الأخيرة لدمج قوات الدعم السريع في جيش البلاد كجزء من خطط لاستعادة الحكم المدني.
في مقابلة مع مراسلة CNN، نيما البيجر، هذا الأسبوع، اتهم البرهان دقلو بمحاولة «القبض عليه وقتله» خلال مسعى للاستيلاء على القصر الرئاسي.
رداً على هذا الادعاء، وصف متحدث باسم قوات الدعم السريع البرهان بـ«الهارب المطلوب».
وقال «نسعى للقبض عليه وتقديمه للعدالة»، مضيفاً، «نقاتل من أجل كل الشعب السوداني».
كما اتهم البرهان قوات الدعم السريع بخرق وقف إطلاق النار المقترح هذا الأسبوع.
(شاركت في التقرير نيما البجير – CNN)