“لبنان لا يتحمل الانتظار وصندوق النقد ليس الحل الأول والأخير للبنان، إنما هو جسر العبور إلى إعادة الثقة”، هكذا وصف وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام الوضع الاقتصادي في لبنان في مقابلة مع «CNN الاقتصادية» على هامش ملتقى الاستثمار السنوي المنعقد في أبوظبي.

فقد مر أكثر من عام على الاتفاق المبدئي الذي جمع لبنان بصندوق النقد الدولي في وقت كان متوقع فيه أن تتم الإصلاحات بعد أشهر قليلة من الاتفاق، لكن لبنان لم يفِ بعد بشروط الإصلاح، وأعلن صندوق النقد الدولي في آخر زيارة له للبلاد في أبريل نيسان، أن لبنان أمام مفترق طرق والوضع خطير للغاية.

وقال سلام إنه يجب التعجيل بالإصلاحات لأن كل يوم تأخير يكون انعكاسه على الاقتصاد اللبناني كارثي، والشعب اللبناني هو الذي يدفع ثمنه، كما أكد سلام أنه رغم إقرار مجلس النواب لعدد محدود من هذه الإصلاحات، فإن هذا لا يزال غير كاف، مشدداً على أنه من دون هذه الإصلاحات، لن يُتِم صندوق النقد الاتفاق مع لبنان.

تضخم وقطاع مصرفي على حافة الانهيار

وأضاف سلام أن لبنان يعاني من تضخم وقطاع مصرفي مقفل وعلى حافة الانهيار، وذلك يعني أن لبنان يتراجع عشرين عاماً إلى الوراء، والحديث عن إعادة فتح مصارف جديدة والعفو عما مضى لا يمكن قبوله لأن أموال المودعين وحقوقهم ضائعة.

كما عقب الوزير اللبناني على أنه يجب على القرارات السياسية التي تؤثر على القرارات المالية أن تتحقق بسرعة، بعد أن فقد لبنان أكثر من 50 في المئة؜ من اقتصاده منذ العام 2019، ويعاني من نسب تضخم تخطت الـ200 في المئة.

استعداد لإنقاذ لبنان في ملتقى الاستثمار السنوي

ويؤكد سلام أن كل الأرقام المذكورة مرشحة للتحسن في حال نفّذ لبنان الإصلاحات وأعاد الثقة المطلوبة، مشيراً إلى أن لبنان أثبت القدرة على إعادة التعافي بسرعة بسبب اقتصاده الصغير، كما أكّد الوزير اللبناني أن المناخ الذي لمسه خلال مشاركته في ملتقى الاستثمار السنوي في أبو ظبي إيجابي ويشير للاستعداد للعودة إلى الاستثمار في البلاد.

والدليل أننا اليوم في ملتقى الاستثمار السنوي في أبوظبي، لنتمكن من تسويق لبنان بشكل إيجابي، والتأكيد أن لبنان لا يزال جاذباً للاستثمار ولا يزال يتمتع بفرص كبيرة، ولا يزال لديه ثروة بشرية كبيرة، وخاصة غناه باقتصاد المعرفة والعلم، ولكن كل ذلك من دون إعادة الثقة من خلال الاتفاق مع صندوق النقد وعكس جدية مع المجتمع الدولي، لا زلنا نجازف بمصير لبنان وكل يوم يتضرر أكثر وأكثر.

«أخطر عدو للبنان اليوم الوقت»