«عدم أخذ القرار برفع أسعار الفائدة سيخلق حالة من عدم اليقين في الأسواق حيال سياسة الفيدرالي في الأشهر القادمة»، هذا ما قاله ناصر السعيدي، مؤسس ورئيس شركة «ناصر السعيدي وشركاه» نائب رئيس مجلس إدارة «يوريكا كابيتال» في مقابلة مع «CNN الاقتصادية».

وأضاف السعيدي أن من المتوقع أن تؤدي خطوة الفيدرالي بتثبيت الفائدة إلى «الخروج من دائرة الدولار»، ما قد يؤدي إلى تدني سعر صرف العملة الخضراء في الأشهر القادمة، و«بدلاً من أن يطمئن السوق، خلق علامة استفهام لديه عن قرارات الفيدرالي في الأشهر القادمة».

وعقّب السعيدي بالقول إن السوق تنتظر قراراً برفع الفائدة لتصل إلى 5.5 في المئة أو 5.75 في المئة قبل نهاية العام، وهذا يعني أن الدولار سيمرّ بمرحلة ضعف قبل انتعاشه مجدداً مع رفع أسعار الفائدة في اجتماع يوليو تموز حسب قوله.

واعتبر السعيدي قرار الفيدرالي «خاطئاً»، خاصة أن التصريحات السابقة أشارت إلى «ربط القرارات بالبيانات»، والبيانات تشير إلى نسب تضخم مرتفعة، فيما يسير الاقتصاد نحو النمو وسوق عمل قوية، وأجور مرتفعة ونسبة بطالة متدنية.

وأشار إلى أن عدم رفع الفائدة سينتج عنه عدم يقين في السوق وتخوف من السياسات النقدية في المستقبل، وختم السعيدي قائلاً «لطمئنة السوق ولمنع عدم اليقين، كان على الفيدرالي أن يستمر برفع الفائدة لكبح الجماح التضخم خاصة أن التضخم الرئيسي لا يزال مرتفعاً».

وكان التضخم قد شهد انخفاضاً إلى 4 في المئة في مايو أيار مقارنة بالعام السابق، بانخفاض حاد من ذروة 9.1 في المئة في يونيو حزيران الماضي، ويتوقع العديد من الاقتصاديين المزيد من التراجع.

وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد قرر يوم الأربعاء تثبيت سعر الفائدة عكس ما كان متوقعاً لدى قسم من الأسواق، وكان من اللافت في خطاب جيروم باول قوله «أودّ أن أقول إن الظروف التي نحتاج إلى أن نراها في مكانها لخفض التضخم بدأت في الظهور.. لكن تأثير ذلك في الواقع على التضخم سيستغرق بعض الوقت».

مع ذلك، شدد باول على أن الاحتياطي الفيدرالي سيحتاج إلى الشعور بالثقة في أن التضخم يتحرك بثبات بالقرب من هدفه البالغ 2 في المئة.

وبدوره، قال وائل مكارم كبير استراتيجيي الأسواق في «إكسنيس»، إن توقعات الأسواق كانت تشير إلى أن الفيدرالي سيرفع الفائدة مرتين أخريين خلال هذا العام وهو ما لمح له باول خلال كلمته.

واعتبر مكارم أن خطوة الفيدرالي تخفف الضغط على الأسواق من ناحية تشديد السياسات النقدية وأن الأسواق تتفاعل بشكلٍ إيجابي.

وختم مكارم بالقول إن تصريح باول بالوصول بالتضخم إلى النسبة المستهدفة وهي 2 في المئة، وتخفيف السياسات النقدية بدوره سيخلق حالة يقين في السوق بما أن المعدل النهائي المستهدف بشأن الفائدة أصبح معروفاً.