تحدث مسؤولون من نادي سفراء هونغ كونغ لـ«CNN الاقتصادية» عن أهمية منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لهونغ كونغ، لا سيّما مع النمو المطّرد الذي يحققه اقتصاد المنطقة سواء من ناحية المدن الجديدة التي يجري بناؤها أو من حيث تطوير وتحويل المدن التقليدية لتكون أكثر حداثة وتبنياً للتكنولوجيا.

يسعى نادي سفراء هونغ كونغ للترويج وجذب الاستثمارات ورجال الأعمال، ويدافع عن مصالح هونغ كونغ الاقتصادية.

وقال جيفري لام، المؤسس المشارك ومدير نادي السفراء، وعضو المجلس التشريعي والمجلس التنفيذي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، «الأعمال المرتقبة في المنطقة بأكملها هائلة، ونحن نبحث عن الاستثمارات مع الإمارات ودول الشرق الأوسط الأخرى، كما أعتقد أن دول الشرق الأوسط تبحث عن تعاون واستثمارات من جميع أنحاء العالم».

وحول علاقة هونغ كونغ الاقتصادية والتجارية مع منطقة الشرق الأوسط، قال «هناك فرصة كبيرة للنمو والاستثمار والتعاون في ظل بناء مدن وأعمال جديدة»، مشيراً إلى أن التكنولوجيا مجال يمكن التعاون فيه، وذلك في قطاعات مثل حماية البيئة والبيانات الضخمة وصناعة البناء.

سلاسل التوريد تستعيد عافيتها

وقال لام عن حالة سلاسل التوريد من هونغ كونغ، «في السنوات الثلاث الماضية، تسببت جائحة كورونا في اضطراب للعالم بأسره، وليس فقط لهذا الجزء من العالم، لكنني أعتقد أن هونغ كونغ والشرق الأوسط شهدا ويشهدان تعافياً سريعاً، وفي حين تعطلت سلسلة التوريد إلى حد ما فإنها تتعافى بسرعة كبيرة».

وأفاد بأن اللوجستيات ستتغير إلى حد ما في السنوات القليلة المقبلة، وهي عانت التأخير وليس الانقطاع، متوقعاً أن يتعافى القطاع سريعاً.

وأوضح لام أن قطاع اللوجستيات يخصُّ أيضاً الخدمات اللوجستية المحلية، ولا شك بأن الطرق السريعة والقطارات عالية السرعة قيد البناء في هذا الجزء من العالم وأيضاً في الصين ستؤدي إلى تحسين الوضع اللوجستي، وذلك سيساعد على دعم التصنيع المحلي.

أتوقع أن يصل (النمو في هونغ كونغ هذا العام) إلى نحو أربعة في المئة.
جيفري لام، مدير نادي سفراء هونغ كونغ

وتوقع عودة الوضع في هونغ كونغ إلى طبيعته كما كان قبل كوفيد بنهاية العام، وبالتالي فهو الوقت الأنسب للبحث عن فرص استثمارات جديدة في البلد.

حركة الصادرات عالمياً

كما توقع لام ارتفاع الصادرات إلى الدول الآسيوية والشرق الأوسط، فيما سيبقى التصدير إلى الولايات المتحدة وأوروبا بطيئاً بسبب الوضع الاقتصادي.

وقال «رأينا الفرص بسبب الحيوية في دول الشرق الأوسط، وبناء مدن جديدة وأيضاً التحول من المدن القديمة إلى مدينة تتبنى التكنولوجيا».

وتابع «كل هذا يخلق فرصاً في مجال البناء وحماية البيئة وفي التكنولوجيا وأيضاً في التصنيع».

وقال «المدينة ليست مدينة بدون كل تلك المقومات ويمكنني أن أرى تطلعات بلدان الشرق الأوسط وبُعد نظرها، ونأمل أن تجلب زيارتنا كنادي سفراء هونغ كونغ فرصاً هائلة ومجدية لكلا الجانبين».

ارتباط عملة هونغ كونغ بالدولار الأميركي

وحول وضع عملة هونغ كونغ والارتباط بالدولار، قال لام «أي عملة تُستخدم للتداول والتجارة ويجب ألّا تُستخدم كسلاح سياسي لتعطيل الاقتصاد أو التجارة»، لافتاً إلى «وجوب التركيز على الكفاءة الاقتصادية، لكن البعض يستخدم العملة مثل الدولار الأميركي كسلاح للتعامل مع أمور أخرى ما يتسبب بالاضطراب».

وقال باتريك تسانغ، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة (Tsangs) ونادي سفراء هونغ كونغ، «الارتباط يعود إلى فترة طويلة والبعض يراه بالأمر الحسن والآخر يصفه باللعنة».

وأشار إلى أنه وبفضل المرونة التي تتمتع بها هونغ كونغ والخيارات التي تمتلكها، فالارتباط بالدولار الأميركي من جهة وكون هونغ كونغ أكبر مركز لتداول اليوان خارج البر الرئيسي للصين يؤهّلها للاستفادة من الوضعين معاً، موضحاً أنه أمر لا تمتلكه العديد من المناطق أو المدن وهو من أقوى مزايا هونغ كونغ للأعمال التجارية الدولية.

النمو الاقتصادي

قال تسانغ «من المتوقع أن يبلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي لهونغ كونغ نحو 3.5 في المئة هذا العام، وبين 3.5 وأربعة في المئة عام 2024»، في حين قال لام عن توقعات العام الحالي «هناك توقعات مختلفة ولكنني أتوقع أن يصل إلى نحو أربعة في المئة، وقد تتغير التوقعات في حال تسارعت الأمور».

ولفت تسانغ إلى أن الناتج الإجمالي في هونغ كونغ كان في حالة تراجع عام 2019، بسبب بعض الاحتجاجات الاجتماعية، وبسبب الفيروس الذي ضرب هونغ كونغ بشدة.

الإمارات الشريك التجاري الأكبر لهونغ كونغ بالشرق الأوسط حيث نمت التجارة من 400 مليون دولار في 1995 إلى 4 مليارات في 2021.
باتريك تسانغ، رئيس مجموعة (Tsangs) ونادي سفراء هونغ كونغ

وتابع «أعتقد أن الفرصة مجدية في هونغ كونغ الآن، لقد مررنا بعملية صعبة للغاية خلال السنوات القليلة الماضية لأسباب سياسية، وبعد ذلك استمرت الحرب التجارية الأميركية مع الصين مع تصاعد التوترات ثم جاء الوباء».

الإمارات الشريك التجاري الأكبر لهونغ كونغ في الشرق الأوسط

وبشأن العلاقات التجارية مع الشرق الأوسط، قال تسانغ «الإمارات هي الشريك التجاري الأكبر لهونغ كونغ في منطقة الشرق الأوسط، حيث نمت التجارة من نحو 400 مليون دولار عام 1995 إلى نحو أربعة مليارات دولار عام 2021، بنمو سنوي يصل إلى 12 أو 13 في المئة».

وتابع «موقف هونغ كونغ أقوى من ذي قبل»، لافتاً إلى أن «البعض فقد الثقة في (هونغ كونغ الصين) بسبب وسائل الإعلام الغربية، وما وصفه بالتقارير غير الدقيقة تماماً».

وأشار إلى الحاجة لجذب المستثمرين إلى هونغ كونغ ليروا بأنفسهم أنه لم يتغير الكثير في الواقع في السنوات العشر الماضية على صعيد ممارسة الأعمال.