«واقع صعب للغاية ألّا نعلم كيف قضى ذوونا وسبب موتهم» هذا ما قاله وليام نون شقيق جو نون، أحد أعضاء فريق فوج الإطفاء الذين هرعوا إلى مرفأ بيروت في الرابع من آب ليلقوا حتفهم في انفجار أشبه بالزلزال.

وأضاف نون أنه «لو قتلوا خلال وقوع حرب، أو محاربة أعداء الوطن لكنا تقبلنا، لكنهم قضوا بسبب إهمال أو إرهاب».. وأكّد نون أنه «إذا كشفت الحقيقة في ملف قتلهم فسوف نرتاح للغاية».

ولكن انفجار مرفأ بيروت ليس الجريمة الأولى في لبنان التي لم تأخذ فيها العدالة مجراها، فهناك تاريخ حافل للموت بدأ منذ ستينيات القرن الماضي وظلّ مستمراً على مدى عصور.

يقال إنه «تتعدد الأسباب والموت واحد»، ولكن في لبنان، يصلح القول إنه «تتعدد الجرائم والنتيجة واحدة» وهي غياب العدالة.

مع عرقلة تحقيق.. أمل مستمر

«لن نفقد العزيمة وسنستمر حتى إحقاق الحق» أكّد نون في المقابلة نفسها.. وأضاف نون أن أهالي الضحايا يعتمدون على التحقيقات الدولية في ملف انفجار بيروت، مؤكداً أن اللجوء إلى القضاء الدولي بات أمل الأهالي الوحيد.

اقتصاد يرزح تحت غياب المحاسبة

مع غياب العدالة في ملفات عدّة، يسلّط الضوء على غياب المحاسبة أيضاً في ملف أموال المودعين اللبنانيين التي جمّدت في المصارف من دون مسوّغ قانوني منذ بدء الانهيار المالي بعد انتفاضة أكتوبر عام 2019.. وذلك إلى جانب غياب المراقبة والمحاسبة للصفقات والاحتكار الذي عاشه لبنان خلال أزمته الاقتصادية لمواد رئيسية مثل الطحين والوقود.