أعلنت السلطات الروسية أن طائرة ركاب خاصة على متنها 10 أشخاص تحطمت، يوم الأربعاء، خلال رحلة داخلية بين موسكو وسان بطرسبرغ، مؤكدة مقتل كل من كان على متنها.

وقالت وزارة الطوارئ الروسية في منشور على تطبيق تليغرام «كان هناك 10 أشخاص على متن الطائرة، من بينهم طاقم من ثلاثة أشخاص، وفقاً للمعلومات الأولية، قضى كل الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة نحبهم»، حسب ما ورد على وكالة الأنباء الفرنسية.

كما أفادت وكالات أنباء روسية بعدها بأن اسم زعيم مجموعة « فاغنر» المسلحة الروسية يفغيني بريغوجين مدرج على قائمة ركاب الطائرة التي تحطمت، وفي وقت تم العثور حتى الآن على ثماني جثث كانت على الطائرة المحطمة لم يُعلن رسمياً أن قائد فاغنر من بينهم.

ومع عدم التأكيد الرسمي على مقتل بريغوجين، فإن هناك شكوكاً حول استمرار نشاط المجموعة في حال قضى قائدها نحبه في هذا الحدث.

محطات في حياة يفغيني بريغوجين

برز اسم مجموعة «فاغنر» جلياً بعدما لعبت دوراً محورياً في الحرب الروسية الأوكرانية لصالح القوات الروسية، لكن «فاغنر» استطاعت التحول من مجرد مجموعة تضم مرتزقة يشاركون في حروب عسكرية إلى جناح عسكري له نفوذ اقتصادي حول العالم.

إذ امتد نفوذ المجموعة في سوريا وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى ومالي وموزمبيق، وفقاً لتقارير غربية، حيث صارت ذراعاً مهمة للمصالح الروسية.

وتولى بريغوجين قيادة مجموعة «فاغنر» التي بدأت كشركة عسكرية خاصة في 2014، وكانت أولى مهمات «فاغنر» مساعدة روسيا في ضم شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.

وبعد أن تأسست المجموعة في بادئ الأمر كشركة عسكرية خاصة في 2014، تمكن قائد المجموعة يفغيني بريغوجين، من الاضطلاع بأعمال كبيرة في قطاعات مختلفة، مثل تقديم وجبات الغداء، وفي موسكو وحدها فازت شركته «كونكورد» بعقود بملايين الدولارات لتقديم وجبات الطعام في المدارس العامة.

كما قام بريغوجين بتنظيم تقديم الطعام لأحداث الكرملين لعدة سنوات، ما أكسبه لقب «طباخ بوتين»، إلى جانب تقديم خدمات التموين والمرافق للجيش الروسي.

وفي الماضي، أسهمت المجموعة في حماية حقول النفط الليبية في المناطق التي تقع تحت سيطرة المشير خليفة حفتر عام 2014، كما حمت حقول النفط في سوريا في المناطق التابعة للرئيس السوري بشار الأسد.

ورغم نفي رئيس المجموعة بريغوجين أي مشاركة في القتال القائم في السودان، فإن قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، قد اتهم المجموعة بدعم الجيش السوداني.

لكن أثناء الغزو الروسي لأوكرانيا، حاولت «فاغنر» التمرد المسلح على روسيا، من قِبل مرتزقة المجموعة، وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعهد بالانتقام، قبل ظهور صفقة مفاجئة هدَّأت الأوضاع بسرعة شديدة.

إمبراطورية «الموارد الطبيعية»

لم يقتصر الأمر فقط على الطعام، فحسب تقارير غربية، طورت المجموعة نشاطاتها لتصبح لها شركات تابعة وعلاقات تجارية متنوعة، ضمنها تحقيق إيرادات تزيد على ربع مليار دولار من إمبراطوريتها للموارد الطبيعية في إفريقيا وآسيا، من استخراج النفط والغاز والألماس والذهب، في السنوات الأربع التي سبقت الحرب الروسية الأوكرانية.

كل تلك النجاحات أصبحت محل نظر بعد الأنباء الأخيرة عن مقتل قائد «فاغنر»، والذي لم تتضح ملابساته بعد، خاصة في ظل غياب وجه بديل يمكن أن يحل محله.